علاء الدين لـ «الشرق» المطلوب إستقرار أمني مستدام والحكيّم: حركة أسواق جونية ممتازة ولكن..
حركة جيدة في الأسواق في عيد الفطر وحيرة وقلق في عيد الفصح
كتبت ريتا شمعون
الوضع الأمني في لبنان ليس سهلاً، والإعتداءات الإسرائيلية المتكررة وغموض ما يمكن ان تذهب اليه الأمور المعقدة في الشرق الوسط، يزيد الضغط على الحكومة اللبنانية ويعزز مخاوف القطاعات الإقتصادية حيال هذا الواقع، لتصبح المؤسسات التجارية والسياحية في حالة عدم يقين تجاه المستقبل القريب للوضع الإقتصادي في لبنان.
إلا ان عيد الفطر هذا العام شكّل فترة إنتعاش للأسواق التجارية، وللمطاعم، والملاهي حيث تفاوتت تكاليف الإحتفال بالعيد بين عائلة وأخرى، ومنطقة وأخرى، بحسب القدرة الشرائية، إلا ان هناك قاسما مشتركا بين الجميع هو تقليص النفقات قدر الإمكان، والإكتفاء بشراء حاجيات العيد. وقد لا توحي الأوضاع المستجدة بعد الإستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية بادرة لاستكمال العجلة الإقتصادية التي شهدتها الأسواق التجارية خلال عيد الفطر لا سيما في جونية واقليم الخرّوب، لكنّ التجار يحاولون خلق أجواء جديدة علّها تقلل من مستوى الخوف عند اللبنايين وتعيد إحياء العادات اللبنانية التي تربوا عليها.
رئيس الغرف الاقتصادية البلغارية العربية و نائب رئيس اتحاد تجار جبل لبنان و رئيس جمعية تجار إقليم الخروب أحمد علاء الدين يؤكد في حديث لجريدة «الشرق» أن القطاعات الإقتصادية والإنتاجية كافة سجّلت إنتعاشا ملحوظاً خلال عيد الفطر، وهذا يدلّ على شجاعة اللبنانيين وإيمانهم ببلدهم، مشيرا الى ان النشاط التجاري في كل المناطق اللبنانية يعتبر جيدا، مستفيداً من عودة الكثير من المغتربين لقضاء الإجازة وإقبالهم على شراء مستلزمات العيد، في محاولة لاعادة الحياة الى الشوارع التي خيم عليها الركود. ويرى علاء الدين، أن المطاعم هي المتنفس الوحيد للبنانيين، حيث لم تبدل الأزمات المالية والأمنية والإقتصادية من عادات اللبنانيين الذين يشتهرون بارتياد المطاعم بشكل يومي، لكن ما يقلقه ان بعض الدراسات أظهرت أن اكثر من 25% من اللبنانيين يعانون القلق والإكتئاب، وفي هذا السياق، تشكل المطاعم والملاهي متنفسا لهم، لا سيما الشباب الفئة الأكثر تأثرا بالأحداث الإقتصادية والأمنية ، وهم يشكلون غالبية عظمى من المواطنين الذين يعانون إضطرابات نفسية جراء الحرب الذي تعرّض لها لبنان.
وقال، لا شكّ أن نسبة الحركة في الأسواق جيدة، وسجّلت نحو 40% وهي اقل من السنة الماضية نظرا لتداعيات الحرب، المؤثرة في انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، فالحرب إستنزفت قدرة العائلات على الصمود ودفعتها الى دفع نفقات غير منتظرة أو « غير عادية». وأشار الى ان الضربة الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت، أدّت الى تأجيل عدد لا بأس به من الحجوزات، وأربكت خطط المغتربين اللبنانيين الذين كانوا يستعدون لزيارة لبنان خلال عطلة عيدي الفطر والفصح، وعادة ما نعوّل على المغتربين في تنشيط السياحة والحركة التجارية، إلا ان الأزمات المتتالية في البلاد تسببت في تراجع هذا الأمل، مضيفا: المطلوب اليوم استدامة الإستقرار الأمني وهو حق لجميع اللبنانيين المقيمين والمغتربين خاصة ونحن في عز موسم الأعياد، وأكثر من ذلك، فالإستقرار الأمني يضمن تأمين فرص العمل وتعزيز الإنتاج ويشكل الدعم الإجتماعي في لبنان وعامل جذب قوي للمغتربين، هذا مع العلم، أن المناخ السياسي المشحون في الشرق الأوسط بما يصعب أن يتحمله بلد مثل لبنان أقل ما يوحيه المستوى الخطير الذي تمرّ به المنطقة. ويعوّل علاء الدين، على الحكومة الجديدة التي رسخت معادلة جديدة بالنسبة للوزراء واختصاصاتهم وطريقة عملهم، مؤكدا انه ومن موقعه كرئيس مجلس الأعمال اللبناني-البلغاري سيستكمل البحث مع وزيري الإقتصاد والزراعة في سبيل تسريع الإجرءات لتخليص المعاملات في مرفأ بيروت ، مع أخذ بعين الإعتبار، عدم عرقلة تخليص البضائع لا سيما منها الحاصلة على أي شهادة من شهادات الأيزو أو وثيقة أساسية تثبت أن المنتج المذكور يستخدم في التجارة الدولية.
الى أسواق جونية الأثرية، التي سجّلت خلال عيد الفطر نشاطا سياحيا واقتصاديا ممتازا وفق رئيس جمعية تجار جونية وكسروان الفتوح القنصل جاك الحكيّم في حديث لجريدة «الشرق» الذي أكد أن حجوزات المطاعم في أيام عيد الفطر تعتبر جيدة جدا، آملا أن تبقى على وتيرتها لموسم عيد الفصح، متخوفا ان تنعكس الضربة الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت على القطاع السياحي والتجاري في المنطقة بحيث التعويل كان كبيرا على مجيء عدد كبير من المغتربين الى لبنان مع اقتراب عيد الفصح ، لأنه بهذه الظروف، وفي ظل حالة عدم اليقين، وبحسب معلوماتنا قامت نسبة كبيرة من المغتربين بإلغاء حجوزاتها الى لبنان في حين فضّل بعضهم القدوم رغم كل شيء، وآخر التريث، وترك القرار الى اللحظات الأخيرة، وقسم «هرول» الى تعديل مواعيد حجوزاتهم التي كانت تشمل من ضمنها مواعيد إستحقاق الإنتخابات البلدية في أيار المقبل.
الحكيّم، حذّر من ان الوضع الأمني غير مطمئن، قائلاً: ان إتصالاتنا مع المغتربين اللبنانيين تشير الى مخاوف تفاقم الوضع الأمني في المنطقة، ما قد يرفع مستوى القلق عند اللبنايين الذين يستعدون لاستقبال موسم عيد الفصح، إذ بات شبح الحرب يخيم على حياتهم اليومية متسللاً الى تفاصيلها مع كل تصعيد أمني، لافتا الى ان المؤسسات السياحية والتجارية في جونية وكسروان –الفتوح بدأت تنفض عنها غبار الحرب والأزمات الإقتصادية المتلاحقة التي مرّت على لبنان العام الماضي بتفاؤل، وبطبيعة الحال، فإن اي تصعيد له تأثير كبير على القطاع السياحي بما في ذلك القطاع التجاري. ويعوّل الحكيّم، في الوقت نفسه، على اللبنانيين المقيمين الذين لا يتخلون عن عاداتهم في الأعياد والمناسبات من سهر وضيافة مضيفا: فإن اكثر اللبنانيين يفضلون الإدخار في المنزل أو صرف الأموال بعدما فقدوا الثقة بالمصارف، فتراهم في كل مناسبة، ورغم المشاكل يتغلبون عليها بوعي وليس بالإستسلام، مع الحفاظ على انماط الحياة في لبنان. وأبدى الحكيّم، تفاؤله بالعهد الجديد، لتحقيق كل آمال اللبنانيين، ونتأمل أن نرى الخير والإطمئنان، متخوفا من أن تثقل الإعتداءات الإسرائيلية والأعمال العسكرية في الجنوب، كاهل لبنان وتمنعه من تشغيل محركاته الرئاسية.
ويؤكد الحكيّم، أن جمعية تجار جونية وكسروان الفتوح تعمل بشكل حثيث على يث الحياة في شارع الكسليك لإعادته الى سابق عهده، كاشفا في هذا السياق، ان الجمعية تشجع كل المؤسسات التجارية التي أثبتت نجاحها وقدرتها في تحفيز إقتصاد المنطقة، الى إعادة الإستثمار في جونية، آخذة بالإعتبار خصوصية كل شركة، مشيرا الى ان 90% من الإيجارات قديمة وتابعة لأوقاف، تحاول اليوم الجمعية التوفيق بين المستأجر وصاحب الملك أو «عقد مصالحة» لمعالجة المشاكل التي يعاني منها أصحاب تلك المؤسسات، وقد تواصلنا مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في هذا الشأن.
وتمنّى أن تشبه حركة الأسواق في الشعانين والفصح الى حدّ ما، في الأسبوعين المقبلين حركة عيد الفطر التي وصفها بالجيدة جدا، متوقعا أن تكون أفضل إذا حصلت إنفراجات على مستوى المنطقة والبلد من استقرار أمني مستدام.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.