عدم الإنسحاب ورفع التمثيل أمران تعجيزيان أربكا العهد

10

يوسف فارس

 تعتبر واشنطن ان طلبها من لبنان رفع تمثيله العسكري الى سياسي في اللجان الثلاث التي تقترحها لتسوية النزاع بين بيروت وتل ابيب يجب الا يكون مشكلة لاحد في لبنان . ما دفع برئيس المجلس النيابي نبيه بري وعقب مشاورات رئاسية الى رفضه صراحة وحزب الله لاي محاولة لجر لبنان الى مفاوضات سياسية . ما خلف ارباكا كبيرا لدى العهد والسلطة التنفيذية سواء على المستوى الرئاسي او الحكومي . فالرئيس جوزف عون من جهته طالب الاميركيين بوقف الضغط على لبنان كونه من الصعوبة بمكان السير في ذلك اليوم لانه يعرف ان الترتيبات الأمنية في الجنوب لا يمكن ان تسير وفق الرغبة الإسرائيلية وذلك ليس لارضاء حزب الله بل لانها ستجعل الجيش اللبناني في موقع حرج تجاه أبناء المنطقة خصوصا وان واشنطن لم تفعل شيئا لارغام إسرائيل على الانسحاب من النقاط الخمس واطلاق سراح الاسرى وتسوية الملف الحدودي . وكل ما حصل عليه حتى الان صدور قرار يمنع على المسؤولين الاميركيين التوسع بالحديث علنا عن الموضوع.

بدوره رئيس الحكومة نواف سلام ابلغ أعضاء الحكومة والعاملين معه كما المحيطين انه لا يريد الدخول في مغامرة مفاوضات سياسية هدفها التطبيع. عدا انه شخصيا غير مقتنع بهذا الخيار ويعلم ان الحكومة قد تفرط من جراء خطوة بهذا الحجم . وان من سيخرجون من الحكومة ليس فقط وزراء حزب الله و»حركة امل» بل كثر.

عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يرى عبر «المركزية» ان إسرائيل ومن خلفها الإدارة الأميركية تتطلع الى التطبيع مع لبنان وليس فقط الى رفع التمثيل في اللجان الثلاث العائد لاستعادة الاسرى والانسحاب من النقاط الخمس وحل النقاط الخلافية على الحدود البرية من عسكري الى دبلوماسي وسياسي . لذا على لبنان التمسك بتنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته والتحرك باتجاه الأمم المتحدة والمحافل الدولية لالزام إسرائيل التقيد به . إضافة من المفيد جدا للبنان العودة الى المطالبة باتفاق الهدنة الذي دعا وليد جنبلاط الى التحصن به . علما ان لبنان ملتزم بالموقف العربي المطالب بحل الدولتين ولا يستطيع راهنا في ظل الإبادة الإسرائيلية للشعب الفلسطيني المغامرة باي خروج عن هذا الاجماع والذهاب الى اتفاقيات منفردة مع تل ابيب. إضافة فان الجرح اللبناني الذي تسببت به إسرائيل من خلال حربها التدميرية على لبنان لا يزال مفتوحا.

ويتابع لافتا الى ان من الطبيعي ان تعيق هذه المشهدية مسيرة الدولة والعهد الذي يجد نفسه مكبل الحركة خصوصا مع مضي إسرائيل باستهداف لبنان وعدم قدرة او رغبة الدول الراعية لاتفاق التسوية الأخير القاضي بوقف الاعمال العدائية ووقف النار على ارغام إسرائيل التقيد به.

ويختم مؤيدا المطالبة بان تكون اللجان الثلاث للمفاوضات المرتقبة تقنية على غرار ما جرى في الترسيم البحري كونها مخرجا مقبولا من كل المعنيين.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.