طيف رفيق الحريري لا ينتهي ولا يموت
كتب عوني الكعكي:
صديق لي كان يردّد ويقول بعد اغتيال شهيد الوطن والعروبة الرئيس رفيق الحريري: لا تخف يا صديقي ان الذين قتلوا رفيق الحريري سوف يكشفهم ربّ العالمين ويحاسبهم.
وبالفعل، لو نظرنا ماذا حدث في سوريا. فمَن كان يصدّق أن الرئيس الهارب بشار الأسد سوف يسقط في أسبوع؟ طبعاً إنها معجزة لم يكن أحد في الدنيا ينتظرها أو يتوقعها.
بالفعل، هرب بشار الأسد بطريقة بشعة، وكل المليارات التي جمعها من «دم الشعب» السوري أخذها معه. لكن ما الفائدة من كل هذه الأموال؟ ومَن يستطيع أن يضمن للرئيس الهارب أن يبقى في روسيا؟ أو من يضمن له أن لا يسلمه النظام الروسي كما فعل يوم أنقذه قبل أسبوع من سقوط نظامه، يوم قبض من اللواء قاسم سليماني 4 مليارات دولار ثمن سلاح؟
صحيح أنه يعيش اليوم في موسكو، والصحيح أيضاً أنه اشترى 80 شقة بملايين الدولارات له ولكل عائلته.. ولكن هناك سؤال أسأله لنفسي: هل هو آمن في موسكو؟
أين ينام؟
كيف ينام؟
وبماذا يحلم؟
دماء المليون شهيد سوري.. هل ذهبت هدراً، أم تؤرق الرئيس الهارب في مضجعه؟
على كل حال.. أيامه معدودة ومصيره مجهول وحالته النفسية والصحيّة لا يُحسد عليها.
أما بالنسبة للحدث الثاني الذي حصل في غفلة من الزمن، ألا وهو اغتيال قائد المقاومة الشهيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله ومعه ابن خالته هاشم صفي الدين، وهو نائبه.. مع فريق الصف الأول في الحزب العظيم، بالاضافة الى القائد فؤاد شكر الذي اغتيل في الضاحية الجنوبية الى جانب عدد كبير من قادة الحزب.
كل هؤلاء ذهبوا خلال أيام قليلة، أي خلال شهر، وهكذا لو قلنا في يوم من الأيام إنّ السيّد حسن نصرالله سيقتل، ماذا كان سيحدث؟.. سيكون الرد أن الدنيا ستقوم ولا تقعد، وهذا الزلزال كان سيزلزل لبنان والمنطقة… ولكن ما حدث أن قنابل أميركية استطاعت أن تخرق 8 طوابق تحت الأرض، بكبسة زر من طائرة F-16 أطلقت قذيفتها خلال دقائق، وأنهت حياة الشهيد حسن نصرالله.
لم تكتفِ إسرائيل بقتل كامل الصف الاول من الحزب العظيم، بل قضت على 4000 مقاتل من الحزب:
1000 منهم أصبحوا فاقدين أبصارهم.
1000 صاروا معاقين جسدياً.
1000 قُضي عليهم وودعوا الحياة الدنيا.
1000 أصبحوا في حال عجز صحّي.
على كل حال، ما حصل ما كان ليحصل لو أن «الحزب العظيم» اكتفى بمهمة تحرير لبنان عام 2000، ولم يتحوّل الى فريق لينفذ مهمات الاغتيالات و «السلبطة» على الحكم، فمنذ عام 2000 والحزب هو الحاكم في لبنان. أما اليوم فإننا نستطيع القول إنّ هذا الحزب سقط، والأهم أن مشروع ولاية الفقيه سقط أيضاً في لبنان وسوريا وسوف يسقط في العراق قريباً.
إنّ مرور عشرين عاماً على اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لم يُنْسِ الناس هول المصيبة التي خلّفتها عملية الاغتيال… لقد كان الرئيس الشهيد رجل البرّ والخير والعطاء… تشهد على ذلك مجموعات الطلاب الذين ساهم في تعليمهم.
كما أن محبّي الرئيس الشهيد لم ينسوا ولن ينسوا ما فعله رجل البناء والعمران من المطار الى الاوتوسترادات.. فاللبنانيون يتذكرون طلّته البهية، طلّة أبي بهاء، وهو الذي أرسى لبنان دعائم علاقاته العربية والدولية، ووضع لبناننا على خارطة الدول التي تبشّر بمستقبل رائع.
كل هذا يدلّ على أهمية عملاق لبنان ومارده دولة الرئيس رفيق الحريري.
لذا كان قصاص الله شديداً، من خلال ما ألمّ بقتلته… والله شديد العقاب.
بهذه المناسبة الأليمة لا بدّ من أن أتوجّه بواجب التعزية لدولة الرئيس سعد الحريري ولجميع عائلة الحريري الكرام، وأخص السيدة بهية شقيقة دولة الشهيد الكبير والسيّد أحمد وجميع أفراد العائلة الكريمة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.