طوفَان المُوسَاد السِّيبرَاني …ضرباً للحِزب اللُّبنَاني

32

بقلم د. باسم عساف

تشهد الجبهة الجنوبيَّة الٌُلبنانيٌَة تصعِيداً مُتزايِداً ، وتوتراً يتخَطى قواعِد الإشتِباك ، حيث أنٌَ القَصف الصُهيُوني ، قد زادَت حِدَّته ، وتوسَّعت رُقعَته ، حتى وصلت إلى بعلبك والضٌَاحية ، وغيرها…من البلدات المُستَهدَفة بصواريخ القتل والدّمار الشّامِل ، مع التطوٌُر الجَديد في إصطِياد القادة والعسكرِيين بأسلوبٍ إجراميٌِ ، لا يمُتُّ للإنسانيًّة بصِلة ، ولا يَعرف درب البشريَّة بالتعامل الحربي أو السلمي ، الذي يُعتمَد في كل الإتفاقات والمُعَاهدَات العلميَّة والسِّلميَّة ، المُتعارف عليها دوليَّاً ، والتي تنفذ مع  كافة بلدان العالم ، ما عدا إسرائيل والكيان الصهيوني ، المتٌَخِذ له نظاماً عالمياً خاصاً ، يتعالى به على القانون الدٌَولي الإنساني ، وحتى على العلاقات الدٌَولية والدِّيبلومَاسيٌَة ، المُكرََّسة في الأمم المتَّحدة ومجلِس الأمن ، والمَحاكم الجنائيَّة الدوليَّة…

إنٌَ المُقاومة في غزّة ، والصُمود التَّاريخي لها ، الذي أدَّى إلى الخُسران والإخفاق ، وإلحاقِ الهزيمَة بالعدو في غزٌة ، حيث جَرجَرت  الجيش الصهيوني ، الذي قيل عنه زوراً بأنه لا يُُهزم ، إذا به يُمنَى بخسائِر بشَريةٍ و لوجِستيَّةٍ بالعِتاد والدٌبابات ، ليطلق النِداءآت تلو النِداءآت للإحتياط ، وتطويع الحريديم ، ومع تجنيد فئآتِ المُرتزِقة من كل مكان ، لتغطِيَة النَّقص الكبيرِ في جيش الإحتلال ، جرَّاء تعداد القتلى فيه ، والمُصَابين الذين ذهبوا إلى الإعاقة الدَّائمة ، عوضاً عن الذين هرَبوا ، والٌذين أصِيبوا بعوامِلَ نفسيٌَة ، وجنونٌ وإكتئآب يستوجِب المُعالجَة الدَّائمة ، تخفيفاُ عمَّا شاهدُوه أو مارسُوه من إجرامٍ ، بحقٌِ أطفالِ ونساءِ وشيوخِ فلسطين …

هذا كلُّهُ ، يُضاف إلى عدم تحقيق أيِّ هدفٍ ، وأي شرطٍ من شروطِ شنٌِ هذه الحرب العبَثية الإجرامِية ، التي آلَت إلى الإبادة الجَماعيَّة و للعزًٌل من المَدنيين ، بعدما عجَزت  بالقضاء على المُقاومِين ، وفي مقدِّمتِهم مُقاتِلي حماس والجِهاد ، الذين يُلحِقون بجيش الكيان ، أفظع الهزائم وخاصَّةً البَشريَّة التي لا تُعوَّض ، وعليه  يستمِرُّ النتن ياهو ، بتعنٌُتِه وجُنونِه بإفشال كافَّة المَساعي والمُفاوضَات ، لإيجاد الحلِّ بالخروج من هذه الدوامة للعالم أجمع ، الذي يَضغط لتكرِيس التسوِية ، وحفظِ الماء الأسود للحكومة الصهيونية المتطرفة ، التي تتخبَّط بخٍلافاتها وهزائِمِها ، وخوفاً من العقاب ، الذي ينتظرهم من أبناء جلدتهم ، وأهالي المتورطين بإعتقال أبنائِهم ، والذِين يَهوُون إلى حتفِهِم بالقتل ، الذي يتسبَّب به تعنُّت نتن ياهو ، حيث ينتظِر أدنى أمل ، بنجاح عمليٌَة الإفراج عنهم بأي عمليَّةٍ عَسكريَّة ، تعطِيه نفحَةَ إنتصارٍ لتحسين شروطِه بالتَّسويَة ، وهو ينتقل من إخفاقٍ إلى إخفاق …

هذا الأمر دعاه وحكومَته وأركانِه المهزومِين في غزَّة ، والضَّفة المُنتفِضة سنداً لأهلِهم في القِطاع ، أن تتحوَّل معركَتهم الكُبرى إلى شمال فلسطين المحتلَّة ، وتحرِيك جبهة الجنوب اللبناني ، وتنفيذ التهديدات المتتالية ، بإغراق لبنان بحمٌَاماتِ الدَّم والتَدمير الشَّامل ، كما حصَل في غزّة ،  إضافَةً إلى توعُّد قيادات المُقاومَة والحِزب بالقتل والتصفِية ، وهذا ما كان ، علَّهُم يستبدِلون النصر المطلوب في غزّة  ، إلى نصرٍ يُحقِّقونه في لبنان ، لتَظل الحكومة الصهيونية محطَّ أنظارِ العالم ، والمطلوب رِضاها بأيٌَة مُفاوَضاتٍ ، دَرءاً لعدم توسُّع الحرب الشاملة على الجبهة الجنوبية ، والتي يُمكن أن تتوسًّع إلى ساحاتٍ أخرى قد تجرُّ الوَيلات على جهود التَّسوية بالمنطقة ، والتي يُعمل عليها من سنواتٍ عديدةٍ ، ولتذهب أدراج الرِّياح مع تعنُّت النتن ياهو ، والمتطرِّفين في حكومته ، وهو أمرٌ مرفوضٌ ، حتى يستدعي الدول الغربية الكبرى ، التي تمثل قيادة الناتو ، لعقد إجتماعٍ عاجلٍ في باريس ، وإتخاذ قراراتٍ هامةّ لمستَجدَّات الشرق الأوسط الجديد ، وتعاظُم التوتر الحاصل بضَربات إسرائيل النوعِيَّة ، التي تستَخدِم التقنيَّات الإلكترونية للقضاء على القيادات الحزبية بأساليبِ القنص السِّيبرانية …

هذا التحوُّل الكبير بأسَاليبِ المَكر والدَّهاء وإستِخدام العُملاء والخَونَة ، الذين جُنِّدوا لمِثل هكذا أعمال مُشِينة ، وأساليبَ مُهِينة ، قد تخطَّت بها كلَّ التوازُنات وقواعِد الإشتِباك ، وكلَّ المُعاهدات الدَّولية ، إضافةً إلى نقل الحَرب إلى مكانٍ آخر من المُواجَهات الإعتِياديٌَة والحُروب الروتِينيٌَة  ، وكأنَّ العَدو الصُهيُوني قد رفع الغَطاء عن قَواعِد الإشتِباك ، وإتَّخَذ القرارَ بتعدِيل قواعِد الٌُلعبة، والتي يُمكِن أن تطال إيران بالذٌَات  ومُفاعَلاتِها النٌَوويَّة ، لقطع الطريق عن أي إتفاقٍ أميركي – إيراني بذلك ، لتنتَقل إلى حربِ قيامِ إسرائيل الكبرى (من الفٌرات إلى النِّيل).

طالما أن كُلَّ الجَبهات باتت مفتُوحَة ، وتشترك بوِحدَة السٌَاحات وقيادَة إيران لها …

لقد بدأت حكومةٌ٨٨⁸ الكيان حربها المُشفَّر إلكترونيَّاً ، على اليَد اليُمنى لإيران بالمنطقة ، وأهمُّها قيادات حزبُ الله العَسكريٌَة ، وتصفِيتهِم إستِباقِيَّاً ، للَجم الأداةِ التَّنفيذِيٌَة ورأسِ الحَربَة بالمُواجَهة (فرقة الرضوان) ، المُدرَّبة  للإنقِضاض على قيادات وجٌنود جيش الكيَان مُباشرةً ، (والضربَة لمن سبق) .

يأتي ذلك ، خاصةً إذا ما تم رفعِ الغَطاء الدٌَولي والإقليمي على الوضع المحلي ، وخوفاً من توسع الحرب دون ضوابط تتوافق مع خارطة الطريق ، أو وجود أي ثغرات معكوسة على إنتصار المقاومة في غزّٰة والضٌَفة والجنوب اللبناني ،  لتأتي العمليات الأخيرَة إستباقيٌَةٍ ، كطوفانٍ للمُوسَاد بالتفوٌُق السِّيبرَاني ، للضرب والقَضاء على قيادات الحِزبِ الُّلبنَاني …

د. باسم عساف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.