صرخة غصب واحتقار .. في ظل الرؤيا والأمل الآتي عروبتان وإسلامان والقضية والتحرر هما الفيصل
بقلم علي يوسف
«الحوار نيوز»
لو كانت اللغة تحدد الهوية كما يُقال مثلا الدول العربية لكانت دول كثيرة اطلق عليها الدول الانكليزية كالولايات المتحدة الاميركية مثلا او الدول الاسبانية كدول اميركا اللاتينية.؟؟
ولو كان الدين يحدد الهوية لما كنا شهدنا التناقضات وصولا للعداوات بين دول فيها أكثرية من المسلمين.؟؟؟
لا شك بأن محاولة اعطاء صفة قومية تحررية للدول الناطقة بالعربية ومحاولة اعطاء صفة قومية تحررية للدول ذات الاكثرية الاسلامية سعى اليهما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر انطلاقا من مشروع صياغة امن قومي في مواجهة الاستعمار الغربي وفي حركة تحررية حاول تمديدها لتكون دولية تحت شعار «عدم الانحياز»
وبما ان الاغتصاب الصهيوني لفلسطين كان احد اهم خطوات الهجوم الاستعماري على المنطقة والذي كان دائما يترافق مع مساعي الغرب لتأمين حماية اقليمية و «عربية « للكيان الصهيوني فقد شكلت قضية وجود الكيان الصهيوني المغتصب وبالتالي القضية الفلسطينية العمود الفقري لشعار العروبة كأمن قومي مع عدم التفريق ببن العروبة التحررية وبين «العروبة الرجعية» المنصاعة والعميلة للغرب.
وبعد ان تمكنت الولايات المتحدة الاميركيةانسجاما مع بنيتها القائمة على الاغتصاب للأرض وسياساتها القائمة على المصالح والاستهلاك واللاهوية واللاانتماء الا للمال والسلطة ..من تعميم هذه السياسات لدى معظم دول المنطقة الناطقة بالعربية وخصوصا الدول الفاقدة للتاريخ والحضارة والتي استبدلتهما بالابهار الاستهلاكي.. كما تمكنت من تحويل المتسلقين على السلطة والجشعين للمال والسلطة الى ادوات بغض النظر عن حضارة وتاريخ البلدان التي يتسلطون عليها مستفيدين من تصويرهم انهم وحدهم ،وبنتيجة علاقتهم بالغرب وبالدول المانحة الخادمة للسياسات الاميركية ، مؤهلون لتجاوز الافقار والتجويع الذي استطاع الاستعمار فرضهما وذلك وعبر مساعدات وقروض تزيد الارتهان اضافة الى الترويج لنهضات وتنمية وهمية للوصول الى النموذج اللاهوية له الا الاستهلاك والتطور الشكلي المستأجر او المشترى.
انطلاقا من ذلك اصبح معظم الكلام عن العروبة يُقصد منه العروبة الرجعية وبات من كان يعتبر الحديث عن العروبة لغة خشبية من اهم المدافعين عن العروبة عروبة الاستهلاك عروبة اللاهوية وااللاإنتماء عروبة اللغة التي باتت تشكل عشرين الى ثلاثين في المئة من اللغة المستعملة التي تختلط فيها اللغات لتعييب حتى هوية اللغة ..
اما هوية الدين فقد اخذها المشروع الابراهيمي والمشروع الداعشي الى المكان الذي يصبح فيه الانتماء اليها مصدر خجل وتخلف ..!!فتحولت الشعائر الدينية الى فولكلور من دون مضامين وحل القتل مكان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبات بلد الحرمين الشريفين مملكة الترفيه والرقص على موسيقى المجازر في حق الشعب الفلسطيني في غزة وفي حق الشعوب العربية في ابنان واليمن والعراق وسوريا.!!!!؟؟
وتحول معظم انظمة الانصياع للغرب الى وسطاء بين الكيان المغتصب للارض والحقوق ومرتكب المجازر وبين من تسلب ارضه ويقتل اطفاله ونسائه وشيوخه وتدمر كل وسائل عيشه ومستشفياته ومدارسه ويتعرض لإبادة جماعية تحت نظر العالم المتوحش بالمصالح والسلطة.
ام يعد ينقص معظم هذا العالم المسمى عربي ومعظم هذا العالم المسمى اسلامي الا ان يعلنوا وفاة الهوية العربية والاسلامية ويتقبلوا التعازي بها تحت اشراف معلمهم الصهيوني الاميركي.؟
الا انه في المقابل يجب ان يعلموا ان هناك من يتحضر لاعلان وفاة التسلط الصهيوني الاميركي ووفاة تسلط المستعربين والمستسلمين والمتأسلمين وان يعلنوا ولادة عالم جديد له هوية وله انتماء هويته عروبة تحررية من الاستعمار والهيمنة تبدأ مع تحرير فلسطين كل فلسطين وحضارته الانسانية والحقوق والعدالة.
علي يوسف