شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – The Ugly American

31

عنوان هذا المقال مطابق لعنوان شريط سينمائي مهم أُنتج في ستينات القرن العشرين الماضي وأحدث ضجة كبيرة في الفن السابع وعلى المستوى السياسي أيضاً وتناول مشاعر الغضب ضد السياسة الأميركية على النطاق العالمي، انطلاقاً من السياسات التي ينتهجها «الأنكل سام» والتي تساند الحكام العملاء والمتخاذلين على حساب الشعوب ومصالحها، لا سيما في العالم الثالث. ومنذ ذلك الحين حتى اليوم لسنا بحاجة الى المخرج جورج أنجولونو ولا الى الممثل القدير مارلون براندو وزميلته الرائعة ساندرا تشرش لندرك كم أن الإدارات الأميركية تمارس أبشع أنواع الإجرام في دعم الظلم والكراهية والمجازر بحق أصحاب القضايا المحقة والشعوب المغلوبة على أمرها بِـ «فضل» الظلم والقهر اللذين تمارسهما الولايات المتحدة الأميركية مباشرة أو عبر دعم الإعتداءات الوحشية، بل بالغة الوحشية، أو بالاثنين معاً، كما هو حالها في الحرب المجرمة على غزة التي تقف واشنطن وراء كل قذيفة تطلق فيها على المدنيين الأبرياء (في غزة وفي لبنان كذلك) سواء أكانت طلقة بندقية، أم قذيفة مدفع وصاروخ، أم ما تلقيه الطائرات الحربية على المنازل والمستشفيات والمدارس وبيوت العبادة من قنابل هائلة الضرر…
إن جو بايدن شخصياً وسائر أعضاء إدارته بمن فيهم المرشحة الرئاسية المهرّجة كاميلا هاريس، ووزير الخارجية أنطوني بلينكن وقادة ورؤساء أركان الجيوش الأميركية، والمسؤولين عن الأجهزة(…) جميعهم يتحملون المسؤولية المباشرة عن كل نقطة دم طهور تُراق في هذه الحرب في غزة وفي لبنان حيث يتسم الموقف الأميركي بالنفاق والكذب غير المسبوقَين في التاريخ. وهذان النفاق والكذب لا يحتاجان الى كثير من الشرح، إنهما بارزان في كل كلمة رسمية تصدر عن البيت الأبيض، وفي كل موقف وتصريح وبيان وجولة يقوم بها مندوب أميركي من هنا وموفَد أميركي من هناك تحت الإدعاء الكاذب (كذباً مفضوحاً) حول الحرب على غزة وعلى لبنان.
لقد ضربت الإدارة الأميركية عرض الحائط بالموقف المتقدم الذي عبر عنه شعبها واستطلاعات الرأي العام التي جاءت نتائجها بأكثريتها لمصلحة وقف القتال… ولكن إدارة بايدن التي وجدت ذاتها في غاية التحرج استمرت في الكذب المفضوح الذي طالما قرأناه في كل كلمة تفوّه بها بلينكن خلال زياراته المتعددة الى منطقة العدوان على غزة، في وقت كان الخبراء الستراتيجيون يشددون على حجم التنسيق العسكري بين العدو وواشنطن، ناهيك بالمساعدة الخرافية في المال والسلاح والعتاد، والأهم من هذا كله الموقف الصلب لمصلحة الصهاينة في المحافل الأممية والدولية. والأخطر ما يمارسه الأميركي البشع من ضغوط متنوعة على حكام الكثير من البلدان العربية والإسلامية التي تشكل مواقفها فضيحة الفضائح في هذا العدوان غير المسبوق بوحشيته وتداعياته الكارثية.

khalilelkhoury@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.