شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – يعرف العرب والمسلمون: الضفة فالأقصى بعد غزة
تنعم قلة من الشعوب العربية والإسلامية في رخاء وازدهار ملحوظَين، أما الأكثرية الساحقة فتغرق في فقر مدقع، ناهيك بضغط معظم الأنظمة على شعوبها في قمع الحريات والاستبداد.
وهذا أكثر ما يظهر في حظر المواطنين، في معظم تلك البلدان، عن التعبير عمّا يعتمل في الصدور جراء حرب الإبادة التي يشنها السفاح نتنياهو على غزة.
واذ تتمادى مأساة غزة في مجزرة مروّعة لم تتوقف على امتداد الأحد عشر شهراً الماضية، يتضح أن مخطط الإبادة والتدمير وتهجير من يتبقى من السكان الى خارج القطاع، يبدو بوضوح أن هذا المخطط بدأ يطاول الضفة الغربية ليقضي على ما لم يقضمه منها بعد، وأيضاً لتهجير أهاليها ولتنفيذ القرار المزمن المتخذ بهدم المسجد الأقصى.
لا يراودنا أدنى شك في أن البلدان العربية والإسلامية تعرف هذه الحقيقة المؤلمة كما تعرفها شعوبها المغلوبة على أمرها. فما هي ردود أفعال هذه البلدان؟!.
حقيقة، عافاهم الله أولئك المسؤولين الذين، في هذا البلد أو ذاك، يصدرون بياناً حيناً باستنكار هذه الجريمة الصهيونية أو التنديد بتلك، وكفى المؤمنين شر القتال… ويستمر النزف حتى آخر نقطة دم في عروق المدنيين في غزة، وتدمير آخر مبنى قائم فيها. وباستثناء اتصالات تقوم بها بضع دول عربية وإسلامية، يكتفي الآخرون بنوم أهل الكهف.
إن المأساة الكبرى ظاهرة للعيان، وتداعياتها المفجعة تتجاوز قدرة العقل على الاستيعاب، وهموم البلدان العربية والإسلامية ربما تكون في مكان آخر…
الولايات المتحدة مع العدو وتدعمه بالقول والفعل، بالمال والسلاح الحديث والأكثر تطوراً. وموقف الغرب الأوروبي على مستوى الدول لا الشعوب، معروف أيضاً في الدعم اللامحدود للعدوان الصهيوني، ولكن المعروف كذلك أن الدول العربية والإسلامية في مرحلة تخاذل يبلغ حدود التواطؤ. ولكي لا يكون الكلام من نوع الحكي الفارغ، نسأل:
ما هي الدول العربية والإسلامية التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع العدو، فأعلنت عن قطع تلك العلاقات؟
أو ما هي الدول التي سحبت سفيرها من تل أبيب؟
أو ما هي تلك التي طردت من أراضيها سفير العدوان والاحتلال والمجازر الوحشية؟
أو ما هي الدول التي أوقفت العلاقات الأمنية مع العدو، لاسيما العلاقات بين أجهزة المخابرات؟
وما هي الدول التي قطعت العلاقات التجارية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني؟
وبعد، ليؤذن لنا أن نختم بالآتي: العدو فاجر في إجرامه ووحشيته، والأميركي مشارك في جريمة العصر الكبرى، والغرب الأوروبي متواطئ… أما الجريمة التي هي من نوع «ظلم ذوي القربى»، فهي الأكثر بشاعة، والتي سيسجلها التاريخ في سجل الخزي والعار…