شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – واقعيّة نعيم قاسم: تناغم الميدان والمفاوضات

40

لم يكن من باب المصادفة أن يؤجّل أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمته أربعاً وعشرين ساعة، من مساء الثلاثاء إلى مساء أمس الأربعاء. فقد تمّ هذا الإجراء بالتوافق مع الرئيس نبيه برّي الذي تداول مع قيادة الحزب في مستجدّات الفصل الأخير من مفاوضاته مع عاموس هوكشتاين التي انتهت بإيجابية بإعتراف الطرفين اللبناني والأميركي.

وقد تميّزت كلمة الشيخ قاسم بالكثير من الواقعية من دون أن يتخلى عن منطلقات الصمود في مواجهة العدو وبالذات في التصدي له من خلال توغّله المحدود في بعض مناطق الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلّة. ومع تأكيده على أنّ ليس ثمّة ضمانات بإلتزام «إسرائيل» بما تكون قد توصّلت إليه المفاوضات، أكّد على أنه في حال التوصّل إلى وقف لإطلاق النار (على سبيل الإفتراض جدلاً)، فإنّ الحزب سينضوي في الحياة السياسية اللبنانية في مفاصلها كافة إنطلاقاً من أن يكون تحت سقف الطائف مع الإلتزام بالعمل على إجراء إستحقاق رئاسة الجمهورية بالوسيلة الديمقراطية، مخصِّصاً فقرة للكلام على إعادة البناء والإعمار.

جاء تركيز أمين عام حزب الله على اليوم التالي بدخوله في التفاصيل مستعيداً الشعار الذي يقوم عليه خلافٌ جديّ وعمودي داخل المجتمع اللبناني السياسي والمدني وهو ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، من دون أن يفوته الكلام، مراراً وتكراراً، على حفظ السيادة اللبنانية. وفي التقدير أنّ حديثه حول هذه الثلاثية كان يمكن الإستغناء عنه لأن هذه النقطة تحديداً ستعمّق الخلاف الدائر حولها بعد وقف إطلاق النار، إذ إنّ الّذين كانوا يعارضونها في الداخل اللبناني إزدادوا شراسة في معارضتهم، ولا شكّ في أنّ عددهم إرتفع جرّاء هذه الحرب المشؤومة التي أضرّت كثيراً بلبنان، والتي أوقعت مجموعة من الشهداء من المجاهدين والعسكريين في الجيش والإعلاميين والمسعفين ورجال الدفاع المدني ناهيك بالأطفال والنساء والمدنيين عموماً، كي لا نذكر الدمار المروّع في المدن والقرى والأرياف. لم يفت الشيخ نعيم قاسم أن يحدد الإنتصار وفق مفهومه، إذ حصره بـ «عدم تحقيق الإسرائيلي أهدافه». ومع الإختلاف الداخلي على هذا المفهوم أيضاً، فإنّ لجوءه إليه هو تحصيل حاصل مع ظروف الحرب وتطوّر الوقائع في الميدان. إلا أنّ هذه النقطة لن تكون ذات شأن أو أهميّة إذا ما وصلت المفاوضات التي يقودها الرئيس نبيه برّي إلى خاتمة وقف إطلاق النار، إذ إنّ هذا هو أحد أبرز الأهداف التي يسعى إليها اللبناني في هذه المرحلة.

في تقديرنا، أخيراً، أنّ هذا الخطاب يجب النظر إليه إنطلاقاً من النقط الآتية:

1- الحزب تحت سقف الطائف.

2- الحزب لن يعرقل إنتخاب رئيس الجمهورية.

3- الحزب سينخرط كلياً في العمل السياسي.

4- الحزب سيكون أكثر واقعية وتواضعاً في «اليوم التالي».

khalilelkhoury@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.