شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – هل تحولت سوريا الى «كعكة الملوك»؟

31

كان لافتاً، أمس، أن البيان المشترك لبطاركة الكنائس المسيحية في سوريا لم يلقَ أي صدىً في عظة الأحد التي ألقاها غبطة البطريرك الماروني. مع الإشارة الى أن موقف الكنائس السورية كان قد أُصدِر قبل نحو أربع وعشرين ساعة على عظة سيّد صرح بكركي. ولسنا نعرف سبب هذا التفصيل، ولقد يكون «سقط سهواً»، أو لعلّ لدى سيدنا بشارة الراعي من المعطيات ما لا نعرف وبالتالي يجب أخذه بعين الاعتبار. والذي أُعطي له مجد لبنان أدرى بما يجب وما لا يجب…
في أي حال فإن ما يُدار من أحداث جسام على ساحة البلد الشقيق الأقرب الى لبنان، لا سيما في ساحله وذرى وسفوح جولانه، يدعو الى الكثير من القلق ويطرح من علامات الاستفهام كثيرها أيضاً وأشدها خطورة. وربما كان أبرزها الآتي:
أولاً – الى أي مدى وصل الإسرائيلي في رسم حدود «إسرائيل الكبرى»، بدءاً من التوسع الكبير داخل الأراضي السورية، بعد احتلاله مرتفعات الجولان، وبالتالي باحتفاظه بمواقع في لبنان؟
ثانياً – هل إن المجازر المرتكَبة في سوريا ضد المدنيين العلويين بالمئات وضد المدنيين ورجال الدين المسيحيين، تشكّل تغطية على المجازر التي نفذتها أجهزة النظام السابق؟ وما هي مصلحة النظام الجديد في هذه الجرائم؟ وهل صحيح أن مرتكبيها ليسوا من القوى الأمنية؟ واستطراداً: أليس للرئيس أحمد الشرع مَونةٌ على الجحافل المنضمة الى القوى الأمنية (والتي اعترف النظام الجديد بدورها في المجازر) أليست له القدرة على ضبطها؟
ثالثاً – ما هو تأثير المستجدات في سوريا على لبنان؟ على استقراره، على اقتصاده، على أمنه، على قضية النازحين السوريين إليه وهي التي باتت إحدى القضايا المصيرية الكبرى التي تواجه عهد الرئيس العماد جوزاف عون؟
رابعاً – هل تحولت سوريا الى «كعكة الملوك»، وهو التوصيف الذي أُطلِق على إحدى دول أوروبا الشرقية قبل نحو قرن . إذ باتت الأراضي السورية مطمعاً لِـ «الخليفة» التركي، والفاتح العراقي، والشاه الفارسي، والقيصر الروسي، والملك الصهيوني، وملك الملوك الأميركي؟!. وكل من هؤلاء يطمح بأن تكون له منها شريحة، ناهيك بالـ «كاكا» الكردي!
اللهم احفظ سوريا، ونجّها ونجِّ لبنان من كل ضرر ومأساة.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.