شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – هؤلاء… الذين يحكموننا
في العام 1976 سيطر على «سوق القراءة» في العالم كتاب وضعه المؤلفان الشهيران، على المستوى العالمي، بيار رانتشينش وبيار أكّوشي. وكان عنوانه
CES MALADES QUI NOUS GOUVERNENT
(أي: هؤلاء المرضى الذين يحكموننا). ولم يقصد المؤلفان بهم حكّامَ بلدٍ بعينه إنما مجموعة من الملوك والرؤساء الذين هم في قيادة عدد من البلدان. ولسنا في معرض الوقوف على مضمون الكتاب في هذه العجالة…
يحضرني عنوان هذا الكتاب اليوم وأنا أتساءل ماذا كان المؤلفان سيختاران عنواناً لكتابٍ لو قُيِض لهما أن يؤلفاه، اليوم، يتناول بضعة عشر رئيساً في مختلف بلدان العالم، خصوصاً رؤساء ما يسمّى بالدول العظمى، وبعض الدول الإقليمية. على سبيل المثال لا الحصر: تجو بايدن الذي «حالته حال». وإيمانويل ماكرون المهرج التافه الذي حوّل إحدى أهم المناسبات العالمية الجامعة (حفل افتتاح اولمبياد باريس 2024) الى حفلة بورنوغرافية صاخبة لـ «أورجي المثليين»، والتعرّض للإيمان المسيحي. وفلاديمير بوتين الغارق في الشعور بالعظمة. وبنيامين نتانياهو السفاح الذي يلغو في دماء الأبرياء ويستسهل ارتكاب المجازر وكأنه يشرب الماء. وابن الهند والسند الذي يترأس الحكومة في الامبراطورية التي (كانت) لا تغيب عنها الشمس. وترودو الابن الذي يصر على أن الإنسان ليس رجلاً ولا هو أنثى، فهي قد تكون هو، وهو قد يكون هي، وكل منهما قد يكون هو وهي في وقت واحد، وقد يكون الإنسان كلباً إذا قرر أن يكون كذلك، والويل ثمّ الويل لك إذا أراد ابنك أن يعوي على أنه كلب ابن كلب أو حتى أنه كلبة أيضاً وأردتَ أن تقنعه بأنه ابن ادم فأنت ستتعرض للعقاب، أما العقاب الأكبر فسيُنفذ بحقك إذا أعلن ابنك أنه بنتك وأردتَ أن تفهمه أنه مخطئ، فعندئذ ستتعرض الى السجن والغرامة(…).
وأما بعض حكّامنا في البلدان العربية فما شاء الله لا تكفيهم الكتب والمجلّدات لتوصيفهم والتعمق في دراسة سيرة حياة كلّ منهم لما تذخر به، مرة جديدة ما شاء الله من تألق وإنجازات وابتكارات… ما يتعذر معه، فعلاً، ليس فقط الإحاطة بإبداعاتهم كلها، بل خصوصاً إيجاد العنوان الملائم.