شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – نصرالله يتحدى: لن يعودوا
أجمعت التقارير الواردة من فلسطين المحتلة على أن «الحركة شُلّت» في الشوارع لأن الناس تحلّقت حول شاشات التلفزة لمتابعة كلمة سماحة السيد حسن نصرالله، عصر أمس، لمناسبة الجريمة الصهيونية غير المسبوقة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين. إن الذين انتظروا أن يحدد سيد المقاومة طبيعة وتوقيت الرد خاب ظنهم. واللافت في كلامه في هذه المسألة أمران أولهما التأكيد على قرار الرد الذي سيكون في مستوى الجريمة بالغة الشناعة ومن حيث يحتسب العدو أو لا يحتسب، والثاني التلميح الى التشدد على سرية القرار الذي سيُتخذ على نطاق قيادي ضيق جدّاً. وهذه إشارة غير مباشرة الى التحسب لاحتمال أي خرق.
لسنا في وارد الدخول في تحليل كلام سماحته، وهو على أهمية قصوى، لا سيما لجهة حديثه عن الحرب الشاملة وما يروجه العدو عن اجتياح وإقامة مناطق عازلة إن في شريطٍ حدودي جديد داخل الأراضي اللبنانية أو في الجهة المقابلة داخل فلسطين المحتلة، مرحِّباً (بسخرية) بالعدو متوعداً إياه بجحيم سيلقاه على أيدي المجاهدين، مؤكداً بثقة كبيرة على أنه لن يسمح بعودة النازحين الصهاينة ما لم يتوقف العدوان على غزة.
وفي تقديرنا أن السيد فعل حسَناً بالإبقاء على الغموض في مسألة الرد، وعرف كيف يتجاوز أمنية بنيامين نتنياهو باستدراج المقاومة الى الحرب، ملتزماً الموقف المعلَن من حرب المساندة منذ الثامن من شهر تشرين الأول الماضي.
وبقدْر ما بدا السيد متماسكاً، بالرغم من خطورة ووحشية الجريمة السيبرانية التي امتدت على يومين، بقدْرِ ما حرص على أنه لا يريد توسيع الحرب، أمّا إذا أصرّ عليها نتنياهو وسائر المجرمين في «كابينت الحرب» فهو لها وعلى أهبة الاستعداد.
ولا بد من التوقف عند إشارة نصرالله الى تفوق العدو في المجال التكنولوجي. ونشير هنا الى أن الاحتلال يُصَدّر التكنولوجيا الى دول عدة في مختلف القارات، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر أن حكومة بولونيا اشترت منه نظام «بيغاسوس» التجسسي ما أثار حفيظة نواب المعارضة الذين اعترضوا على استخدام هذا النظام الذي يمكّن الأجهزة من مراقبة جميع الناس في حياتهم اليومية بتفاصيلها كافة بما فيها الحميمية منها. علماً أنها حولت المبلغ من احتياطي المتقاعدين. ولما كان الشيء بالشيء يذكر لا بد من الإشارة الى أن موظفي الفريق القنصلي في السفارة البولونية في لبنان، لبنانيين وبولونيين، يتعاملون مع قاصديهم بعنجهية واستخفاف واستكبار، لدرجة أن مجموعة من الذين تعرضوا لهذه المعاملة أعدوا شكوى بمصادقة بضعة مخاتير بيارتة لتقديمها الى وزارة الخارجية والمغتربين احتجاجاً على سوء المعاملة لدرجة الإذلال، (وهذا شأن آخر).
وأمّا الاستعراض الجوي السخيف الذي قام به العدو خلال إلقاء السيد نصرالله كلامه فقد اعتاد عليه اللبنانيون، ولا يرف لهم جفن ازاءه ، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على عقلية مريضة، صبيانية…