شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – نتنياهو … من أين لك هذه القوة المفرطة؟!
كان في علمنا أن الكيان الصهيوني هو ربيب الولايات المتحدة، وحدّ علمنا العكس، أي أن أميركا هي ربيبة الصهاينة… فلم يكن يخطر لنا في بال أن رئيس القوة العظمى، بل الأعظم، في العالم، ومعه رئيس دولة أوروبية بارزة، هي فرنسا، يصدران بياناً يتناول العدوان الإسرائيلي على لبنان، ويدعوان الى هدنة موقتة (21 يوماً) في المواجهة المحتدمة بين حزب الله والكيان العبري، فينبري رئيس حكومة العدو الى إعلانه رفض التجاوب، مصرّاً على مواصلة القتال. والأشدّ غرابة أن يبادر نتنياهو الى هكذا قرار بعد دقائق معدودة، لا تتعدّى الدقائق الخمس، على إصدار الثنائي الأميركي / الفرنسي بيانه.
في هذا السياق نحن أمام تفسيرَين لا ثالث لهما: أولهما أن الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن عاجزة عن التأثير على الإسرائيلي، والثاني أنها متواطئة معه، واستطراداً فإن نزيل البيت الأبيض يكذب! وكلا الاحتمالَين أحلاهما مرّ… والمرارة في أفواه الشعوب المغلوبة على أمرها وبخاصّة أولئك الذين يتجرعون كأس القتل حتى الإبادة والدمار، من المدنيين رجالاً ونساءً، أطفالاً وعجائزَ، في الضفة الغربية ولبنان أيضاً. فمن أين لسفّاح العصر بنيامين نتنياهو هذه القوة والغطرسة والعجرفة، وهو المطلوب أمام القضاء في بلده، والموضوع اسمه على لوائح الأنتربول لاعتقاله حيثما يحل في الزوايا الأربع من المعمورة بمذكرة جلب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكابه جرائم حرب؟!.
نتنياهو المجرم هذا، تلقى، أمس بالتحديد، هدية أميركية بمثابة هدية مميزة وهدية استثنائية وميدالية على صدره (بل ربّما تعويذة سحرية) لتشجيعه على المضي في جرائم الحرب والمجازر التي يرتكبها في فلسطين ولبنان، وهي كناية عن دفعة ضخمة من المساعدات قيل وأُعلِن رسمياً أنها تقل قليلاً عن ثمانية مليارات دولار أميركي. وبعد، ماذا «يهزّ» صلافة العدو؟.
وأما السؤال الذي يطرح ذاته، بإلحاح، تعقيباً على البيان الثنائي فهو: هل ما يزال أحدٌ يشك في أن بايدن متواطئ وكاذب «على المكشوف»، وهو الذي «يبيعنا» الأكاذيب والاختلاقات عن هدنة غزة منذ أشهر، بادعائه أنها بعد أربع وعشرين ساعة، أو هي بين يوم وآخر، أو في نهاية الأسبوع، أو مطلع الأسبوع الآتي… الى ما هنالك من الكذب المفضوح؟!. والله عيب!