شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – مورغان أورتاغوس تغادر لتبقى ملائكتها في لبنان
غاب الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق عن السمع بضعة أيام لقيامه بمهمة خارجية، في أحد البلدان الأفريقية، كلفته إياها وزارة خارجية بلده. أمس عدنا الى لقائنا شبه الأسبوعي، عن بعد، ودار الحوار في ما بيننا على نتائج الزيارة الى لبنان التي قامت بها السيدة مورغان أورتاغوس، نائبة الموفد الرئاسي الأميركي الى الشرق الأوسط.
أخبرني الرجل أن الانطباعات الفورية الأولية عن الزيارة التي تلقاها بلده تشي بأنها كانت «مقبولة»، في معنى أن الآنسة أورتاغوس خففت كثيراً من الضغط الذي مارسته على الجانب اللبناني في زيارتها السابقة. وأوضح: أن أكثر ما كان يخشاه المسؤولون عندكم هو أن تضعهم الزائرة الأميركية تحت ضغط الوقت، إلّا أن هذا الضغط تراجع من دون أن تتراجع الإدارة الأميركية عن مطلبها المركزي بضرورة «تخلي» حزب الله عن سلاحه.
وقال: لاحظْ معي إن معلوماتنا تفيد أن الموفدة الأميركية استعملت كلمة «تخلي» الحزب عن سلاحه بدلاً من كلمة «نزع» سلاح الحزب المتداولة على نطاق واسع عندكم في وسائط الإعلام وفي المحافل السياسية عموماً.
واستدرك الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق يقول: ولكن هذا لا يعني، على الإطلاق، أن الولايات المتحدة الأميركية، ومعها الإسرائيلي، قد نسيا أو تناسيا موضوع السلاح. وفي المقابل يجب أن يدرك المسؤولون اللبنانيون أن عليهم تحفيز المفاوضات الدائرة مع حزب الله في مسألة تسليم سلاحه، لأن عدم وضع مهلة زمنية لا يعني أن الوقت مفتوح.
ويؤكد الرجل: في هذه المسألة، وهي الأكثر حيويةً وإلحاحاً: «يجب»، مع إصراري على كلمة يجب، أن يدرك اللبنانيون الآتي: أوّلاً – أن لا تراجع أو تساهل أو تهاون في قضية السلاح. ثانياً – إن الأميركي حذر لبنان من مخاطر عدم حسم مسألة السلاح، وعلى السلطة اللبنانية أن تقرأ الرسالة كما هي لا كما يتذاكى في تفسيرها بعض أهل الإعلام والسياسة في لبنان، ثالثاً – القرار كبير ولا يتوقف عند لبنان وحده من بلدان المنطقة(…).
وختاماً، قال الرجل: ألم يستوقفكم كثيراً أن الآنسة أورتاغوس استهلت نشاطها بزيارة الدكتور سمير جعجع في معراب، وتناول العشاء الى مائدته؟!. وأضاف: في تقديرنا أن الأميركي حسم أمره بالنسبة الى قائد القوات في طليعة خياراته اللبنانية، كما كانت قد سبقت الى ذلك دولة عربية نافذة. ومَن له أذنان سامعتان فليسمع.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.