شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – من بولس الى أورتاغوس الدور الأميركي في لبنان

18

بادرني صديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي بالسؤال: هل تابعت السيدة مورغان أورتاغوس وهي تتحدّث، أمس، من على منبر السفارة اللبنانية في واشنطن، خلال المأدبة التي أقامتها السفارة احتفاءً بأعضاء الوفد الوزاري وحاكم مصرف لبنان المتواجدين في الولايات المتحدة الأميركية في مهمة ذات صلة بعلاقة لبنان مع البنك الدولي؟ وأردف: إذا كنتَ قد تابعت فهل لفتتك أقوال هذه السيدة التي بدت على قدر ملحوظ من الخبرة في الشأن اللبناني والبراعة الديبلوماسية، كونها عرفت كيف توفق بين الوعيد المبطّن والوعد الصريح؟

وأود أن أقتبس بعضاً من كلامه، مع التذكير، مرة أخرى، بأن هذا الديبلوماسي لا يزال في الخدمة بشكلٍ أو بآخر بعد التقاعد، (بصفة مستشار) وهو يعشق لبنان وأهله ويمضي الكثير من عطلاته في ربوعنا، فيأتي ويرحل، مراراً وتكراراً، «أنكونيتو»، فقط يتصل ببضعة أصدقاء، وكثيراً ما يقيم خارج بيروت، ويدمن على زيارة وادي قاديشا الذي يذوب وجدانياً في سحره وأبعاده الروحية والطبيعية والإنسانية.

في لقائنا شبه الأسبوعي،  أبلغ اليّ، أمس، أن بلده شديد الحرص على نجاح عهد الرئيس العماد جوزاف عون، وهو يرى إليه على أنه «الفرصة الأخيرة لقيامة لبنان كما تعرفونه».

ويقول إنه لا يشك كذلك في الدعم الأميركي وصدقيته للبنان، لكنه يخشى أن تجري الرياح في المنطقة بعكس اتجاه ما يتمناه اللبنانيون فتعدّل السفينة الأميركية مسارها على سطح مياه المنطقة… مشيراً الى أن هكذا تقلّبات معروفة وغير مستبعدة في السياسة الأميركية. واستدرك معبّراً عن اعتقاده بأن الرئيس دونالد ترامب هو الأقل تقلّباً ودوراناً في سياسته. ولكن، في النتيجة، على اللبنانيين أن يدركوا مصلحتهم ويلتفوا حول الرئيس عون، وإلّا فإن العاقبة قد تكون وخيمة جداً، «ومن هنا اقتناعي وقولي إن الجنرال جوزاف عون هو فرصتكم الأخيرة».

وأعرب عن «وقوفه على خاطر» الأفرقاء اللبنانيين الذين علقوا آمالاً عريضة على أن يعين ترامب مستشاره، الدكتور مسعد بولس، والد صهره، موفَداً له الى لبنان ليتصدى للدور الذي أُنيط بالسيدة أورتاغوس. وأضاف على سبيل المزاح: كما آمل أن يتقبل الوضعَ بعضُ اللبنانيين الذين وقوعوا في سوء الظن واكتشفوا عن قرب أن هذه السيدة الجميلة هي امرأة سمراء البشرة، وليست شقراء كما تظهرها الأصباغ. وختم: ولقد يكون في وفدكم الى واشنطن من تأثروا بهذا التبديل، على أمل ألّا يرتفع منسوب الصدمة في خاتمة المحادثات.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.