شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – محاذير ومخاطر ما بعد وقف القتال

40

ليس مفاجئاً هذا التصعيد الإسرائيلي الذي يعيشه اللبنانيون في هذه الأيام. إنه مفهوم في التجارب العسكرية والحروب على امتداد العصور. إذ في المقابل يرد حزب الله على العدو بقوة، فمن جهة يوسّع نطاق قصفه، ومن جهة ثانية يرفع نوعية الأسلحة الصاروخية والمسيّرات التي يوجهها الى داخل فلسطين المحتلة، قدر ما يُوقِع في شباكه جنود العدوّ الذين يحاولون الدخول الى مناطق لبنانية على الحدود.

والتصعيد في الحروب كثيراً ما يبلغ ذروته عندما تلوح في الأفق بشائر وقف إطلاق النار. واذا صحّت المعلومات المتداولة على نطاق واسع بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأميركي جو بايدن سيعلنان، اليوم الثلاثاء، وقفاً لإطلاق النار في هدنة تمتد ستين يوماً، يتم التوصل خلالها الى وضع البنود النهائية لهدنةٍ يُفترَض أنها ستكون مستدامة… إذا صحّت هذه المعلومات فيجب «التحسّب» واليقظة.

ومن تقادير الحروب والأزمنة أن أكثر مَن يدفع ثمن التصعيد، قُبَيل إعلان وقف القتال هم الأبرياء الذين يطاولهم التصعيد أكثر من سواهم، وأحياناً عديدة أكبر من الثمن الذي يدفعه العسكريون أنفسهم. وهذا لا يلغي أهمية وضرورة وقف النار.

وعلى أمل أن تتحقق هذه الإيجابية، كائناً مَن يكون الطرف الذي سيعلنها، تبقى ثمة محاذير ذات شأن يجب التنبه من مخاطرها. هنا أبرزها:

فلا يمكن الجزم بما إذا كان نتنياهو سيعمل على العرقلة، وهذا ما دأب عليه في غزة، وبالتحديد تملصه من الإعلان الشهير الذي أصدره، في حينه، العرّابان نفساهما، أي بايدن وماكرون بشأن غزة،  وكانا قد أصدرا بياناً مشترَكاً حول وقف إطلاق النار في القطاع… فكان ما كان من «بيبي» الذي أسقط تلك المحاولة ليتراجع بايدن لاحقاً ويتوجه بتهمة العرقلة الى الجانب الفلسطيني (حماس)، في تواطؤ مخزٍ ومعيب من رئيس الدولة العظمى.

وعلى افتراض التوصّل الى وقف إطلاق النار فسيواجه لبنان أزمة عودة النازحين الذين ثمة قسم منهم لم يعد له أي مأوى! فكيف سيكون التعامل مع هذه الأزمة؟!. فبين إلزامية إخلاء أماكن استقبال النازحين وحق هؤلاء في المأوى، كبير تعقيد. ولا نقول جديداً إذ نحذر من تداعيات الانقسام العمودي في لبنان الناجم عن الحرب وتداعياتها. والذين يتابعون الخطاب السياسي المتشعب الأهواء في المجتمع العبري يدركون بداهةً أن ثمة مخططاً للعدو لتعميق الخلاف بين حزب الله ومعارضيه. أما مَن يتابع منصات مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع الافتراضي في لبنان، فيدرك بداهة أن النفوس مهيّأة لأسوأ من السيىء.

khalilelkhoury@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.