شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – متى يترجل هذا الفارس: متى قيامة لبنان؟!
المئة والسنوات الخمس على إعلان لبنان الكبير أمضى اللبنانيون أكثر من نصفها في الحروب والأزمات والمآزق والكوارث… أمّا الاثنتان والثمانون عاماً على الاستقلال فأكثر من ثلاثة أرباعها، كذلك، حروب وأزمات وكوارث…
فهل هذا قدَر هذا الوطن الواقف، من دون أي وقاية، بين نيران العالم والإقليم والأشقاء؟
بداية يجب التذكير بأن فرادة لبنان وخصوصية ديموغرافيته حملت إليه الغنى المادي والمعنوي، قدر ما حملت إليه وحمّلته من الأثقال الهائلة. فهذه الفرادة جعلت منه انموذجاً للديموقراطية في منطقة لم يكن مواطنوها قد تجاوزوا، بعد، حدود الرعايا… وأدى موقع لبنان الجغرافي الطبيعي على ثغر البحر الأبيض المتوسط الى أن يجعل منه نقطة وصل وتواصل وازدهار بفضل تمكّن فريق من أبنائه، بالتحديد المسيحيون، من تحصيل العلم قبل إخوانهم في المواطنة وإتقانهم لغتَي تلك الحقبة الفرنسية والإنكليزية إضافة الى اللغة العربية بالطبع (ما بين أواخر القرن الثامن عشر وأواسط القرن العشرين) فاستعان بهم تجار ومستشرقون وموفدون من الشرق والغرب لتسهيل أمورهم…
النكسة الأولى كانت جراء احتلال الصهاينة فلسطين وانعكاسها الكارثي على لبنان لا سيما بعد قيام «دولة ياسر عرفات» عندنا لاحقاً. النكسة الثانية كانت في العام 1952 جراء المد الناصري فكان الاقتتال الأهلي في الداخل. والثالثة كانت باستباحة لبنان من المنظمات الفلسطينية مع فتح لاند وسائر «الفتوحات والأبوات»، بتكريسٍ من اتفاق القاهرة، الى حرب المخيمات الكارثية، الى الانفجار الكبير في حرب السنتين (1975 – 1976) التي تناسلت حروباً لم ينجُ من ويلاتها أي فريق، ولم يبقَ أيّ طرف بعيداً عن التورط فيها…
ثم كانت انتكاسةٌ أشد خطورة من المدفع والمتفجرة عندما سُلّم الوطن الى الميليشيات، التي قتلتنا في الحرب وأفلستنا في السلم الى حد التجويع في السلم والإذلال في «السلم» بالأشداق المفتوحة على الشفط واللهط والمال الحرام، بينما كانت الوصاية السورية تستبيح كل شيء، كل شيء حرفياً، لا سيما الكرامات. وكارثة الاجتياح الإسرائيلي (1982) وتداعياته الرهيبة، وأبرزها حرب الجبل التي خطط لها ولنتائجها (المجازر والتهجير) الاحتلال بعناية فائقة، فانتهت كما أراد لها أن تنتهي… ولا ننسى زلزال الستينات، وطوفان السبعينات، وفجيعة المرفأ.
إن كل نقطة مما تقدم أعلاه تستوجب مجلدات. فقط اكتفينا بالإشارات السريعة، تدليلاً على معاناة طويلة فاقمها الحسد من عدو وصديق وشقيق لإسقاط دور لبنان، وهذا شأن آخر…
وبعد، اليوم ذكرى الجمعة العظيمة وتعليق الرب يسوع المسيح، له المجد، على الصليب، ليقوم منتصراً على الموت بالموت… فهل آن الأوان لقيامة لبنان. قد يكون بعض الجواب عند عهد الرئيس جوزاف عون.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.