شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – مباشرة أو غير مباشرة! الحرب: الإصبع على الزناد

56

لافتةً كانت تعابير وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبقربه رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، داخل  المكتب البيضاوي، في البيت الأبيض، وهو يوجه إنذاراً شديد اللهجة الى إيران، مهدِّداً بحرب ليست كالحروب، قائلاً إنه يفضل تلافيها، زاعماّ أن ضيفه التلمودي يفضل أن يتلافاها كذلك… وبدا بوضوح أن نتنياهو لم يظهر أي إشارة تأييد للكلام على تلافي الحرب. في غضون ذلك كان وزير الخارجية الإيراني، عرقجي، يقول إن واشنطن وطهران باشرتا مفاوضات «غير مباشرة»، بينما كان ترامب يؤكد على أن المفاوضات مباشرة… وقد أدّى هذا التباين في التوصيف الى حد قول الـ «بي بي سي»: «بين المباشر وعدمه قد تندلع حرب مدمرة».

واللافت أيضاً، وفي المقابل، أن المرشد الأعلى السيد علي خامنئي تحدث من موقع القوة، محاكياً أقوال ترامب بالتهديد مع التمسك بالمفاوضات والحل السلمي للنووي الإيراني، وقد تحدث عن الاستعداد الكامل لمواجهة أي هجوم بقوة ساحقة، وهو ما ترجمته صحيفة «طهران تايمز» بالكلام على جهوزية الصواريخ التامة، متوعدة المهاجمين بأنهم سيتلقون درساً غير مسبوق، وبأن إيران «ستمسح إسرائيل عن وجه الأرض». وهو تهديد سبق لقيادات في الحرس الثوري الإيراني أن ذهبت الى مثله، مضيفة تهديداً مباشراً للقواعد الأميركية في المنطقة، ذاهبة الى أبعد من ذلك ليشمل تهديدها البلدان العربية التي تستضيف تلك القواعد بدمار شامل.

هذا الخطاب التصعيدي، من الجانبين، الأميركي والإيراني هل هو من منطلق التهويل على قاعدة «اشتدي أزمة تنفرجي»، أو أنه هروب الى الأمام، أو هو تأكيد على أننا سنشهد حرباً غير مسبوقة في المنطقة؟!.

الواقع أن هذه الأسئلة كلها مشروعة، في وقت لا يبدو ثمة مجال للشك في أن الإيراني والأميركي لا يريدان الذهاب الى الحرب التي تتفرّد إسرائيل نتنياهو في السعي إليها، خصوصاً أن الأميركي سيخوضها بالنيابة عنها. أمّا ترامب فاهتمامه ينصب على جلب طهران الى بيت الطاعة سلماً، وأن يعقد معها اتفاقاً نووياً محكماً لجهة فرملة مسارها لإنتاج القنبلة النووية، على أن يحقق مأربه الطبيعي في فتح الباب أمام استثمارات بمئات المليارات في هذا البلد الذي يحتاج الى انفتاح اقتصادي كبير بعد طول حصار وكثير عقوبات.

أين قدرات إيران العسكرية؟ قبل سنوات قال الجنرال الأميركي، لبناني الأصل، جون أبي زيد، المتقاعد حالياً، القائد السابق للقيادة المركزية في الجيوش الأميركية: «إيران تملك أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط». فهل لا يزال الوضع على حاله بعد حرب طوفان غزة وما تعرضت خلالها إيران الى هجمات استراتيجية استهدفت منظومتها الصاروخية إنتاجاً وقواعد جاهزة؟!.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.