شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ليست طبخة بحص لأنّ لا طبخة أصلاً
استغرب مرجع سابق الكلام على أن الانتخابات الرئاسية وُضعت فعلاً على نار متوسطة الحماوة، وقال إن الطنجرة توضع على النار عندما يكون فيها ثمة طبخة، أما من دون وجود طبخة أساساً، كما هي الحال فلا طبيخ ولا طابخون، هذا اذا افترضنا وجود نار، وحتى هذه غير موجودة حالياً.
وسخر المرجع السابق من القول إن ثمة مستجدات في الملف الرئاسي، ورأى أن مثل هذا الكلام ينطلق من ثلاثة: إما من كلام «تجليط»، أو من أماني صادقة ولكن الواقع ينقضها، وإما ثالثاً وأخيراً من كذبة بيضاء.
وبلغت به السخرية حدّاً أعلى عندما تناول، من منصة الى جانبه، إحدى الصحف وقرأ فيها النص الآتي حرفياً: «ويتداول بعض العارفين معلومات تؤكد على أن الرئيس نبيه بري أخذ يبتعد عن حزب الله في الملف الرئاسي». وقال: إن مثل هذا الكلام يدل عن جهل فاقع، أما إذا كان الذي قاله يتذاكى وفي ظنه أنه يؤثر على التحالف العضوي بين رئيس المجلس النيابي وأمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله فهو يهذي وأيضاً يسيء السبيل من دون أدنى شك، لاسيما أنه يجب ألّا ننسى أنه إذا كان حزب الله لا يزال متمسكاً، وبقوة بالوزير سليمان فرنجية مرشّحاً أوحدَ لرئاسة الجمهورية فيجب ألّا يفوتنا أن الرئيس نبيه بري هو أوّل مَن طرح اسم زعيم المردة.
وجزم المرجع السابق أنه لم يطرأ أي تفصيل جديد على المشهد الرئاسي منذ جلسة الانتخاب في شهر حزيران الماضي. وأن هذه المراوحة تنسحب أيضاً على الطرف المسيحي وحلفائه الذين ما زالوا يراوحون مكانهم في الجانب الآخر من ساحة المواجهة الرئاسية.
وسأل: هل توقفت حرب غزة التي ينشغل فيها الداخل اللبناني والكثير من دول الخارج، لاسيما الدول العظمى، وبالذات الولايات المتحدة الأميركية؟ وبالتالي ليس ثمة مجال لأن يصبّ اهتمام الدول المؤثرة على حرب غزة والمعنية بمجرياتها ولو بنِسَبٍ مختلفة، قبل أن يتفرغ الى المسألة اللبنانية. ثم: هل انتهت الانتخابات الرئاسية الأميركية، كي يصبح أمام واشنطن مجال للانتقال الى بحث الأمور الخارجية، علماً أن الهم الأميركي منحصر في ثلاثي كبير، لن يكون للرئاسة اللبنانية أي حظٍّ فيه إلّا من حيث ارتباطه في مصالح إسرائيل، والضلع الأولى في المثلث تتمثل في حرب غزة، والثانية في حرب أوكرانيا، والضلع الثالثة ذات صلة بالحرب الاقتصادية بين واشنطن وبيجينغ.
ودعا الى مراقبة الفرنسي والأميركي والإيراني حتى إذا اتفق الأوّلان مع الثالث أبشروا بقرب وصول الرئيس الى قصر بعبدا، وما سوى ذلك هو مجرّد ذر للرماد في العيون.