شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – للحزب والسراي والجيش: وحدة الساحات الداخلية
على سيرة «وحدة الساحات» ذات الصلة بحرب العدو الصهيوني على غزة، وفي التمادي في انتشار السلاح المتفلت في المناطق اللبنانية، وازاء المخاوف المشروعة من تداعيات هذا التسلّح الكثيف، نود أن ننقل الى أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، والى رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس نجيب ميقاتي ومَن يشارك أو لا يشارك في اجتماعات السراي من الوزراء الميامين، والى قائد الجيش العماد جوزاف عون ما يدور على كل شفة ولسان في الشارع اللبناني من أسئلة مشروعة ومخاوف حقيقية من هذا الواقع الخارج على المنطق والقانون، والذي نوافق الذين يقولون إنه يسيء الى لبنان ويستحضر الحِقَب السوداء من تاريخ لبنان الحديث التي لم تُطوَ، بعد، صفحاتُ فواجعِها وكوارثها.
فإلى سماحة الأمين العام نتوجه بصدقية هذا القلم الذي لم يتوانَ لحظة واحدة عن التعبير عن الغضب ضد الاحتلال الاسرائيلي البغيض، والذي دافع بشراسة عن المقاومة، وقد أطلقت علينا إذاعة جيش احتلال العدو الاسرائيلي (بالاسم) يوم كنا على رأس الوكالة الوطنية للاعلام تسمية «رأس حربة الإعلام المعادي»، وهي تسمية نتشرف بها… فنسأل: هل سماحتك توافق على هذا الانفلات المسلّح ومظاهره الاستفزازية؟ وهل عملتم الحساب لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار عندما يحين أوانه؟ وهل ثمة خطة لضبضبة هذا السلاح ليس فقط على الجبهة المتواجهة مع الصهاينة، بل كذلك في مختلف أنحاء البلاد؟ وهل يمكن أن يتم ذلك (إذا تمّ) بسلاسة؟ وهل تلومون اللبنانيين غير المسلّحين إذا هم على ريبة من هذه المظاهر النافرة في العاصمة بيروت وطرابلس ومخيم البدّاوي والمنية وببنين؟ وهل القذائف الخفيفة والمتوسطة والصاروخية منها متوافرة مجاناً بهذه الكثافة ليتم التفريط بها؟ وهل العاصمة والشمال وسواهما ساحات مواجهة مع العدو؟ وهل ثمة مساعٍ لتوحيد هذه الساحات تحت قيادة حزب الله او كتائب القسام أو قوات الفجر الخ؟.. وقبل هذا وبعده أهكذا يُكرَّمُ الأبطال الذين ارتقوا الى الشهادة؟
وأما الرئيس نجيب ميقاتي الذي ربط بين جبهَتَي غزة والجنوب، ذات تصريح شهير، فهل سيربط بين جبهة الجنوب و «جبهة الشمال»؟ وهل هو على علم بهذا الكم الهائل من السلاح وهذه الجماعات من المسلّحين؟ وعندما كنا نكتب، في هذه الزاوية بالذات، قبل أشهر وسنوات محذرين من تفشّي هذه الظاهرة ونتحدث بإسهاب عن تدفق السلاح الى لبنان، هل كان دولته يطّلع على بيانات بعض الأجهزة الرسمية التي كانت تتنطّح للنفي؟ وهل سيُصدر بياناً تعليقاً على يوم الأحد «المسلّح».
وأما الى القائد العماد جوزاف عون الذي نكن له المودة والتقدير فنكتفي بالكلام السريع الآتي: إن سعادتك على اطلاع أكيد، عبر أجهزة جيشنا الحبيب، على هذا السلاح المتفلّت من قبل حلول مشهدية الأحد، فهل ثمة تدابير اتّخِذَت وتقارير أُرسِلَت الى المرجعيات المسؤولة؟ وهل ثمة موقف أُصدِر أو سيصدر حول استعراض يوم الأحد؟!.