شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لبنان وغزة بين بعيدٍ ينافق وقريبٍ يتواطأ

67

يطالعنا رئيس حكومة تصريف الأعمال، بين حينٍ وآخر، بخلاصة ما يبلغه إليه مسؤولون غربيون أميركيون وأوروبيون، على مختلف مقاماتهم ودرجات مسؤولياتهم، من «حرص أكيد» على أمرين باتا متلازمَين: العمل لوقف النار في قطاع غزة من جهة وتجنيب لبنان مخطط الصهاينة الذين يعملون على توسيع جغرافية الحرب في لبنان… ويدرك دولته بداهةً أن تلك الوعود لا تلبث أن تسقط في كل يوم وساعة أمام واقع تصاعد العنف على غزة كما على لبنان. وهذه الحقيقة يلمسها الغزاويون بحرب الإبادة التي يتعرضون لها في كل يوم وساعة ودقيقة منذ نحو سبعة أشهر، كما يعانيها اللبنانيون، طوال المدة ذاتها، ليقف الجانبان معاً في وسط البركان، وليس قرب فوهته وحسب، وأحياناً داخل تلك الفوهة كما هي الحال في غزة المناضلة، علماً أن نتانياهو المأزوم والهارب الى الأمام ينذرنا، من دون انقطاع، من خلال معزوفته شبه المتواصلة بأن دورَنا آتٍ وأنه سيذيقنا من المرّ حتى يحلو.

والعالم الغربي، الأميركي والأوروبي، ليس فقط يكذب علينا، وليس فقط يتفرج علينا إذ هو يُغدق على الصهاينة بالأموال الخرافية، ويفرغ مستودعات سلاحه الحديث والأكثر حداثة ليملأ به خزائن الكيان العبري المحتل.

أجل! نحو سبعة أشهر من الكوارث والقتل والدمار في أبشع أصناف الحروب القذرة، ولم يستطع هذا الغرب أن يحمي طفلاً واحداً في غزة، ولا أن يوقف ألسنة نتانياهو وسائر عصابة القتل في فلسطين المحتلة عن توجيه التهديد والوعيد الى لبنان بعنجهيةٍ غير مسبوقة في تاريخ الصراعات والحروب، بما فيها الأكثر بربرية ووحشية…

ولكن ماذا عن الأشقاء في الجغرافيا والأخوة في الدين؟ أجل! ماذا عن البلدان العربية ومجموع الدول الإسلامية التي قارب عديد أبنائها نحواً من مليارَي نسمة ما شاء الله وتبارك، والتي تملك من الثروات الطبيعية ما يبلغ أرقاماً وكمياتٍ خرافيةً؟!. ماذا عنها وهي تراكم الأسلحة التي تبتاعها من دول الوعود بأكداسٍ فوق أكداس ليأكلها الصدأ؟! ماذا عنها وهي (بمعظمها) في غفوة أهل الكهف؟!.

khalilelkhoury@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.