شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – غداً المناسبة كبيرة والتحديات كبيرة أيضاً
من المنتظر أن يشهد لبنان، غداً الأحد، واحدة من أكبر المناسبات الشعبية في تاريخه الحديث، خلال مراسم تشييع الشهيد الكبير المغفور له بإذن الله سماحة السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله. ومن المنتظر أن يكون الحشد الشعبي الأكبر في المناسبات التي أقامها الحزب حتى في حياة الشهيد، لا سيما أن الإستعدادات لم تنقطع منذ تاريخ الارتقاء قبل نحو خمسة أشهر وحتى اليوم، علماً أنها بلغت ذروتها في الأسابيع القليلة المنصرمة، إذ لم يألُ المسؤولون الحزبيون جهداً لكي يكون الحضور في مستوى المناسبة الاستثنائية، وهم لم يعكفوا على الإعداد الكامل في هذا السبيل، ليكون التشييع عند مستوى الفقيد الكبير.
وليس من أدنى شكّ فإن هذه المناسبة الكبيرة جداً تواجهها تحديات كبيرة لا تُقتَصَر على حزب الله وحده إنما هي على قدْرٍ من الشمولية. وفي تقديرنا أن التحدّي الأول هو لقيادة الحزب التي عليها أن تضرب مثالاً في الانضباط والمسؤولية الوطنية على صعدانٍ عدة: صعيد الكلمات ومضامينها، والانضباط الشعبي، وما سيُعلَن حول مسار الحزب وانخراطه في العمل السياسي في المستقبل، وربما حول مصير السلاح.
والتحدي الكبير الآخر في الموازاة، ولعله التحدي الأول كذلك، هو كيفية إدارة الدولة أمن المناسبة لا سيما على صعيد الشارع، والتنسيق التام ما بين الحزب والسلطة لتوفير وجهَي الأمن: أمن الحشود وأمن المناطق المحيطة بمدينة كميل شمعون الرياضية التي سيُقام حفل التشييع فيها. والتنسيق مطلوب أن يكون كاملاً وجدّياً واستشرافياً، دفعاً لأي دعسة ناقصة، وتداركاً لطوابير خامسة… وما تنامى إلينا عن هذا التنسيق يؤكد على أن «العين الساهرة» ستكون ساهرةً ويقظة ومدركة بالفعل، ما يدعو الى الطمأنينة…
والتحدي يطاول المدعوّين من مرجعيات وقيادات ومسؤولين رسميين وشعبيين وحزبيين وغير زمنيين الخ… وذلك تحت التحرّج الذي يشكله الجواب عن السؤال الآتي: ماذا إذا شاركنا وماذا إذا لم نشارك؟!(…).
وثمة تحدٍّ يطرح ذاته في السؤال الآتي أيضاً: ماذا سيكون الموقف الذي سيتخذه العدو الإسرائيلي قُبيل وخلال وبُعيد المناسبة؟ في معلوماتنا أن اتصالاتٍ أُجرِيت مع غير جهة أجنبية فاعلة كانت نتيجتها إيجابية، بمعنى أن جُلّ ما قد يُقدِم عليه العدو هو خرق جدار الصوت فوق العاصمة.
الى ذلك يبقى التحدي الأكثر أهمية للحزب هو في شهر أيار من العام المقبل في الانتخابات النيابية العامة، وهو سيكون في صناديق الاقتراع.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.