شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – عن الجريمة الفردية أيضاً: التعرض للقتل كل لحظة!

10

يكاد لا يمرّ يوم واحد من دون جريمة قتل في مختلف أنحاء البلد، وكأنّ على هذا المواطن المطحون تحت رحى الأزمات المتفاقمة أن يكون تحت «رحمة» أمزجة الزعران المجرمين وما أكثرهم.

وندّعي أنّنا لا نبالغ إذ نتحدّث عن الإنسان المعرض لأن يفقد حياته في كلّ لحظة، بما فيها أوقات تواجده في منزله فلا يعرف ما إذا كان عليه أن يفتح الباب لمن يطرقه أو يتمنع! فكم هو أعداد الذين تعرضوا للقتل ومحاولات القتل وهم في مقار سكناهم؟

وأمّا الذي يتوجه الى خارج المنزل فما أن يستقل سيارته حتى يتعرض لأخطار حياتية موصوفة: أولها أن يكون أحد يتربص به لأسباب أبرزها السرقة. وليت الأجهزة المعنية تزوّدنا بأعداد الذين وجدوا جثثاً هامدة في سياراتهم على امتداد الأشهر الماضية: هذا بطلق ناري في رأسه وذاك طعناً بالمِدى الخ…

ويرافقه الخطر بتعرضه لحادث سير يتسبب به سائق أرعن، أو سائقان أرعنان يتباريان في السباق على الطرقات العامة بالسرعة الجنونية، علماً أن طرقاتنا الداخلية وتلك المسمّاة (تجاوزاً) مسالك دولية وأوتوسترادات و «هاي واي»، لا تتمتع بأيٍّ من المواصفات الدولية المعروفة والمعتمدة عالمياً… والأبشع والأخطر والأنكى في آنٍ معاً هو التعرض لرصاصة طائشة تأتي من فضاءٍ استباحه مسلّحون في مناطق عدّة فملأوا الأديم رصاصاً ابتهاجاً بمناسبةٍ ما، أو تعبيراً عن الحزن والأسى في مكان آخر أو عرضاً للعضلات في كل مكان وحين. ولا يفوتنا أن نتحدّث عن خطر قاتل داهم فيدفع المرء حياته لأن سحنته لم تعجب سائقاً آخرَ كان، قبيل وقت قصير على خلاف مع زوجته فقرر أن «يفش خلقه» بقتل بريءٍ ليس بينهما خلاف، أو حتّى أن أيّاً منهما لا يعرف الآخر.

هذا انموذج سريع عن المواطن الذي يضع يده على قلبه خوفاً على حياته وأسرته منذ أن يغادر بيته الى أن يعود إليه وأيضاً خلال مكوثه فيه.

وثمّة مقتلة وقعت فيها ضحايا ذنبها أنها استعانت بنازحين أوكلت إليهم بعض المهام المأجورة سواء أفي المنازل أم في المتاجر والمصانع، فردّوا الجميل ليس فقط بكسر اليد التي أطعمتهم، ولكن أيضاً بإزالة أصحابها من الوجود بجرائم قتل رهيبة.

ولِمَن يسأل: وهل المطلوب أن تفرز الدولة حارساً لكل إنسان؟ نُجيب: لا! ليس هذا هو الهدف والمرام، إذ المطلوب دولة ذات هيبة فمهابة، وهذه لن تقوم وتستقيم ما لم يكن فيها أمران متلازمان: قضاء نزيه وإصلاح سياسي.

… وهذا ما نبني عليه الآمال والأماني في عهد العماد جوزاف عون.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.