شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – سقوط الرهانات فالشتاء اللبناني طويل
قبل 36 ساعة من إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الأميركية لا يبدو أن أيّاً من الرهانات التي كانت الأطراف اللبنانية تمني النفس بها ستتحقق… ومن أسفٍ كبير، فإن الواقع يتجه الى معاناة طويلة ليس ما ينبئ سوى بتفاقمها.
بداية مَن كان يظن، ولو في أكثر السيناريوات سوداوية، أن الحرب التي انطلقت قبل سنة وشهرين ستتواصل الى اليوم ومن دون أي أفق لنهاية لها في المستقبل المنظور؟!. ولقد دهمنا الشتاء الثاني والبلد في حال كارثية جرّاء تفاقم مأساة النزوح الداخلي، بالرغم من العمل الدؤوب على المستويات الرسمية والمدنية والإنسانية عموماً. وما كان محتَمَلاً في رحابة الصيف بات بالغ الصعوبة مع ضيق بساط الشتاء. وهذا الأمر لا يحتاج الى الشرح إذ إن شرحه منه وفيه.
إلى ذلك فإن رهانات بنيامين نتنياهو على القضاء على حزب الله مُنيت بالفشل الذريع بالرغم من قساوة ما حلّ بالحزب من نكبةٍ، ذروة بشاعتها استشهاد سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله. ولقد أثبتت مرحلة ما بعد سماحته أن الحزب أوجع العدو أكثر مما سبق، وأنه لا يزال متمكناً، ويمتلك من الأسلحة ما قد يكون أشدّ فتكاً. وفي هذا السياق شاهدنا أمس الفيديو عن الصواريخ عماد 5. كما كان لافتاً إعلان جيش الاحتلال ان «حدث» المسيَّرة التي أطلقها الحزب في أجواء فلسطين المحتلة قد انتهى بعد مطاردتها بالطوافات طوال نصف ساعة، من دون أن يذكر المتحدث باسم جيش العدو كيف انتهت المطاردة. وهذا في حد ذاته مؤشر واضح على سقوط رهان كابينت الحرب في حكومة العدو…
ولعل الرهان الأهم الذي سقط وكان اللبنانيون يأملون في تحقيقه هو انتظام السلطة في لبنان بانتخاب رئيسٍ للجمهورية وتشكيل حكومة ذات وضع دستوري قانوني وليس مجرّد حكومة تصريف أعمال، مع ما يستتبع ذلك بالضرورة من وقف الانهيار الهائل على الصعدان كلها… وهو أمر أكثر من ضروري، فمن باب أولى في هذه المرحلة بالغة الدقة والتحرج والخطورة في تاريخ لبنان جرّاء تداعيات الحرب التي لا تزال تنذر بالمزيد من الكوارث والويلات والمصائب. ولكن المؤلم أن الجماعة السياسية في وادٍ آخر، لا سيما النواب الذين ليس ثمة ما يبرّر تقاعسهم عن القيام بواجبهم الأول، أي انتخاب الرئيس، هذا التقاعس الذي يخالف الدستور بشكل فاضح. والأشدّ إيلاماً أن ليس في الأفق ما يوحي بأن هذا الاستحقاق سيُنجَز بالرغم ممَا يترتب على التأخر القاتل في تحقيقه من التمادي في الانهيار العام. ويبدو أن القوم بانتظار العصى الغليظة تُرفَع عليهم من الخارج. وهكذا إجراء لا تبدو تباشيره بعد.