شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – سبعة أيام حاسمة: كيف تنتهي جلسة التاسع؟

32

ليس اللبنانيون، وحدهم، يؤرقهم السؤال الكبير: كيف ستنتهي جلسة التاسع من هذا الشهر المخصصة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، بعد سنتين وتسعة وستين يوماً على الفراغ الرئاسي؟ ذلك أن أنظار الإقليم والمنطقة والعالم البعيد شاخصة منذ اليوم الى تلك الجلسة التي تفصلنا عنها سبعة أيام بنهاراتها ولياليها يحسبها بالساعات والدقائق اللبناني المغلوب على أمره، الذي كل ما يعرفه أنه يعارك أمواج الانهيار والحروب وتداعياتها، وليس له من معين فعلي بعدما تخلّى عنه أقربون وأبعدون وتركوه في أصعب معاناة في لجّة لا قرار لها.

تشاء أقدار هذا الوطن المغلوب على أمره أن تتقاطع عليه الأزمات والكوارث والنكبات والحروب، في حين يتناوب على قهره طاقم سياسي معظمه فاقد مقوّمات رجال الدولة، ولا يهمه سوى مصالحه الآنية أيّاً كانت نتائج تصرفاته ومهما كانت ضاغطةً بشدّة على صدور الناس حتى الضيق وعلى الأعناق حتى الاختناق.

والسؤال المهم الآخر: ما هي أبعاد هذا الاهتمام الكبير الذي توليه دول عربية وأجنبية لإجراء الاستحقاق الرئاسي في اليوم الأخير من الأيام السبعة الآتية؟ وهل فعلاً بات الآخرون مهتمون بنا ويحبوننا حتى العشق، أو أنه «من الحب ما قتل» على حد قصيدة «الأخطل الصغير»، شاعرنا الكبير بشارة عبدالله الخوري في تلك الرائعة التي أبدع محمد عبد الوهاب في إنشادها واحدةً من أيقونات أغاني العشق والهيام؟

من السذاجة استبعاد مصالح الدول، ولكن بالقدر ذاته من الغباء تنزيه الطاقم السياسي المتحكم فينا عن الفساد والإجرام في حق هذا البلد الذي دمروه وجرّدوه من أدنى مقوّمات صموده، وحولوا أبناءه الى أذلاء على موائد اللئام.

وليعرف هؤلاء أن تخلّفهم عن انتخاب رئيسٍ للجمهورية إن لم يكن في جلسة التاسع من هذا الشهر، ففي امتداداتها (على ألّا يُقفل محضرها، بل أن يبقى مفتوحاً)، فإنهم سيواجهون هذه المرّة ثورة حقيقية، وليست كتلك الكذبة التي عرفناها ذاك السابع عشر من تشرين الشهير، فأسهمت في دفع لبنان الى هاوية البؤس والشقاء.

khalilelkhoury@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.