شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ساعة العالم على التوقيت الأميركي – الإيراني

38

يستأثر مسار المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية باهتمام واسع في مختلف أنحاء العالم. ولقد نكون، نحن اللبنانيين، بين أكثر مَن تعنيهم النتائج وإن كان مستبعداً التوصل الى إيجابيات سريعة في الجولة الأولى التي ستبدأ بعد يوم غد السبت في سلطنة عمان ذات العلاقات الطيبة مع الطرفَين.

إلّا أن السؤال الذي يطرح ذاته بقوة هو: كيف، ولماذا، وافقت إيران على التفاوض مع الأميركي بعد رفض طويل وصل الى حدود قصوى على لسان المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، وبعدما كانت قد اشترطت إعلاناً أميركياً مسبقاً برفع العقوبات المفروضة عليها. ويجدر التذكير، في هذا الصدد، برد خامنئي على ترامب الذي قال إثر انتخابه رئيساً إنه يؤثر حل ملف النووي بالتفاوض مع طهران. قال المرشد الأعلى يومذاك: إن الجلوس مع الطرف نفسه الذي مزق الاتفاق (الذي عُقد في أيام باراك أوباما) ليس مشرِّفاً وليس مقبولاً وسيكون أمراً مخزياً الخ…

صحيفة «ايران ديبلوماتيك» ردّت على السؤال أعلاه بأن التفاوض لم يتوقف بين الجانبين، سواء أكان معلَناً أو بعيداً عن الأضواء الرسمية والإعلانية. وذهبت الى القول إن اللقاءات التفاوضية كانت تتم أحياناً بين رسميين وأحياناً أخرى بين غير رسميين موضحةً «ولكنهم كانوا مفوَّضين» من قِبَل البلدين. ولا يجب إهمال الإشارة الى مفاوضات فيينا العلنية التي آلت الى الفشل.

وفي التقدير أن التفاوض لم ينقطع في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وأنه سجّل خطوات ملموسة الإيجابية كان يمكن البناء عليها (مرّتين على الأقل) لولا «طوفان الأقصى» في ذلك السابع من تشرين الشهير، وأيضاً بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث الطائرة المعروف والذي تشير أصابع الاتهام فيه الى اسرائيل (وفق عشرات التقارير الديبلوماسية)، ولو أنكرت طهران رسمياً. وحتى خلال الحرب على غزة لم يتوقف الحوار بين النظام الإيراني وإدارة بايدن، الى أن اغتالت إسرائيل زعيم حماس الذي كان يشارك في ذكرى أربعين رئيسي وهو في الضيافة الإيرانية.

في أي حال، هل يمكن بناء الآمال العريضة على المفاوضات الجديدة؟ واقعاً يجب التوقف أمام سلة المطالب الأميركية من النظام الإيراني، التي تضمنت أحد عشر مطلباً أحلاها مرّ، بينها: وقف إنتاج المسيّرات! إخضاع البرنامج النووي الإيراني الى رقابة صارمة يشارك فيها الأميركي! وقف إنتاج الصواريخ البالستية !(…).

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.