شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ذروة الفجور: العدو يشكو لبنان

22

أن يقرر العدو الإسرائيلي تقديم شكوى ضد لبنان الى مجلس الأمن الدولي أمر لا يمكن وصفه إلّا بأنه ذروة الفجور، لأن هذا العدو لم يترك جريمة حرب إلا ارتكبها، وأما مجازره الوحشية واليومية في غزة ولبنان فقد سالت أنهاراً جرّاءها دماءُ الأطفال والشيوخ والنساء بالآلاف. بداية لا بد من التضامن مع ذوي الأطفال الضحايا الذين سقطوا في مجدل شمس، فهؤلاء الأطفال الأبرياء الذين زُهقت أرواحهم الطاهرة لا ذنب لهم سوى أنهم ثمنٌ جديد باهظ في صراع ظالم ابتدأ مع زرع الكيان الصهيوني البغيض في فلسطين المحتلة وسيستمر الى ان تزول دولة الاحتلال. ولقد تقتضي المناسبة التنويه بالوعي القومي الذي تتحلّى به طائفة الموحّدين الدروز في الجولان تحديداً وفي سوريا عموماً، وطبعاً في لبنان من خلال الموقف (الفوري) الذي بادر الى إعلانه قياديون روحيون وزمنيون يتقدمهم الزعيم وليد جنبلاط درءاً لفتنة أراد لها العدو أن تنشب في لبنان وربما الى أبعد منه أيضاً. وفي هذا الإطار يمكن قراءة موقف شيخ عقل الموحدين في سوريا، يوسف جربوع، الذي أكد على أن «المجزرة تخطت الفتنة… وأي اعتداء على المقاومة هو اعتداء علينا». وفي المنظار ذاته يمكن قراءة مواقف العديد من القيادات الدرزية في الجولان المحتل.

وبانتظار أن يُعِدَّ لبنان الردَّ المناسبَ على الشكوى الإسرائيلية الى مجلس الأمن الدولي بعد الإطلاع على حيثياتها، يطرح السؤال ذاته: إن الأمم المتحدة، بأكثرية دولها الساحقة أدانت الكيان الصهيوني والاحتلال في الجولان وغيره من المناطق المحتلة، وقرار إقامة الدولتين هو مطلب دولي شبه شامل: فماذا يفعل الصهاينة في الجولان السوري؟ ولماذا يريدون أن «يؤسرلوا» أبناء الجولان وهم سوريون وعربٌ أقحاح؟ وهل بات العدو يعترف بالقرارات الأممية والدولية؟!. وهل مَنْحُ أبناء بني معروف في الجولان الجنسيةَ الإسرائيلية يلغي التاريخ والجغرافيا ووشائج الدم؟!.

وفي وقتٍ يقول وزير الدفاع الأميركي: «لا أعتقد أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله أمرٌ حتمي»، يمكن تفسير قرار اللجوء الى مجلس الأمن الدولي بشكوى ضد لبنان على أنه هروب من المواجهة والحرب الموسعة مع حزب الله… إلّا أن الحذر يبقى واجباً، اذ لا يمكن الركون الى بعض المظاهر التي يُقدِم عليها العدو، فقد تكون ذات دلالات واضحة وكثيراً ما تكون للخداع والمراوغة، مع الأخذ في الاعتبار الخيبة في مَهمة السفاح بنيامين نتانياهو في الولايات المتحدة الأميركية، ومعلوم أنه فشل في أن يفيد من العرض المسرحي المعيب الذي قدمه في الكونغرس، فلم يستطع أن يُسقطَه على محادثاته مع الرئيسين الحالي بايدن، والسابق ترامب، والمرشحة الرئاسية الديموقراطية السيدة هاريس.

khalilelkhoury@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.