شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – تشكيل الحكومة: لتتوقف اللعبة القذرة
نأمل أن يُدار استحقاق تشكيل الحكومة بالحكمة التي يتصف بها الرئيس جوزاف عون، وأن تلاقيه الى رحابها الأطراف كلُّها، وأن تُطوى الصفحة المشؤومة في تأليف الحكومات التي اعتدنا عليها في الحقبة الأخيرة. ذلك أنّ تَرَف المماطلة والشروط وتقاسم «الجبنة» لم تعد مقبولةً على الإطلاق، ويُؤمل في الموازاة أن تكون مرفوضةً بقوة من قِبَل فخامة الرئيس. ولعلها ساعة الامتحان للذين انتخبوه رئيساً للبلاد في هذه المرحلة، بالغة الدقة والخطورة، من تاريخ لبنان والإقليم.
المطلوب أن تنطلق حكومة العهد الأولى خلال أيام معدودة بعد انتهاء المرحلة الثانية من الاستشارات النيابية التي تُـجرى في ساحة النجمة. وأمّا أن نقع في دوّامة المماطلة والأخذ والرد والشروط والشروط المضادّة، فهذه جريمة بحق الوطن.
هذان الغنج والدلال يجب أن يتوقفا فوراً، ومن دون أي تردد. وغير مسموح بأي شكلٍ من الأشكال وتحت أي موجب أن يتعرض العهد الى انتكاسة في مطلعه، ولم يعد واقعياً أبداً أن تتواصل هذه الممارسة القبيحة، فتضيع الأسابيع والأشهر الطويلة تحت ظلال التكليف وأمّا التأليف فيكون في علم الغيب… فلننظر الى الوراء ليتبين لنا كم أهدرنا من عمر العباد والبلاد بانتظار تأليف الحكومات، ولنتذكر أن حكومة العهد السابق الأولى كانت كارثية بكل ما للكلمة من معنى، بدليل ما قاله سيد العهد الرئيس ميشال عون من أن حكومتي الأولى لم تأتِ بعد. وفي تقديرنا أنها لم تأتِ أبداً طوال عهده الذي نذكر أن نصفه، على الأقل، مضى من دون حكومات طبيعية، وهو ما استمر مع الحكومة الميقاتية الحالية التي لم تحصل على ثقة مجلس النواب، واستمرت بحكم الأمر الواقع…
إن المنطقة على تطورات متلاحقة بسرعة ضوئية، وبعضها أغرب من الخيال (على سبيل المثال لا الحصر مَن كان يتوقع، بل يتخيل، أن يُنجز التطور الخرافي في سوريا، على أهميته القصوى، خلال أيّامٍ معدودة؟!) وهذه التطورات وما ينبثق منها من نتائج، وما يترتب عليها من تداعيات، هل يجوز أن نواكبها بعرقلة تشكيل الحكومة على قاعدة العقليات ذاتها المعروفة والمرفوضة بالطبع؟ لا سيما أن المايسترو الأميركي الحالي على أهبة تسليم عصاه الى المايسترو الجديد دونالد ترامب الآتي بقوة استثنائية بيّنتها الانتخابات الرئاسية الأميركية قبل أقل من شهرين. ويحدث هذا في وقتٍ لا يخفي بنيامين نتنياهو هدفه تقسيم سوريا دويلاتٍ عاجزةً، في إطار الشرق الأوسط الجديد الذي لم يعد مجرّد وهم، بل حقيقة ملموسة.
فحذارِ اللعبة القذرة المتمثلة في عرقلة التأليف.
khalilelkhoury@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.