شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ترامب ينقذ الامبراطورية ويعطيها دفعاً جديداً

0

يدخل الرئيس الأميركي الجديد – القديم الى البيت الأبيض بهالة من العظمة في حفل تنصيب استثنائي بلغت تكاليفه مئة وعشرين مليون دولار تبرّع بها المدعوون الى هذه المناسبة التي أرادها الرئيس الحالي – الأسبق على قياسه.
قد يكون ترامب نسيج وحده ليس فقط في الرجوع الى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، بعد فشله في تجديد ولايته الأولى، ولكن أيضاً لأنه حظي بتأييد استثنائي من الشعب الأميركي، وقد خاض معركته الانتخابية الرئاسية وهو غارق في مواجهات قضائية معقدة، تراوح بين القضايا المحض ذاتية وتلك المتعلقة بالفساد، وما بينهما. ولكنه نجح في تجاوز ذلك كلّه بفعل الإرادة والتصميم، بالرغم من أن الذين حرّكوها ضدّه في توقيت دقيق جدّاً، كانوا يعتقدون أنه سيتعذر عليه أن ينجو من شبكة خيوطها بالغة التشابك والتعقيد، ولكنه فعلها وبامتياز كبير، وتجاوز المطبّات كلها.
ولقد يكون دونالد ترامب الذي ركّز، في معركته الانتخابية، على السياسة الخارجية بقدرٍ موازٍ تقريباً للسياسة الداخلية، رابطاً الأمور بعضها ببعض، مقنعاً دافع الضرائب الأميركي بأن المجابهات السياسية والاقتصادية التي يخوضها مع الصين (على سبيل المثال لا الحصر) هدفها الدفع قدماً في مسار الإزدهار الداخلي.
وربّما كان تركيزه على «صفر حروب» قد دغدغ مشاعر الأميركيين الذين يريدون حماية أبنائهم العاملين في الجيوش الأميركية المنتشرة جنوداً وقواعدَ، في مختلف أنحاء العالم.
من المبالغة الإدعاء أن اسباب نجاح ترامب الباهر في انتخابات الرئاسة تُـحصَر في ما تقدم أعلاه، ذلك أن ثمة أسباباً أسهمت في ذلك الانتصار التاريخي ومن بينها، من دون أدنى شك، التراجع في دور سلَفه الذي انتهت ولايته أمس تجو بايدن، وما رافقها من ضمور في صورته لاعتبارات عديدة معروفة، ليس الآن المجال لتعدادها. ولعلّ مسألة الهجرة غير الشرعية ستكون في طليعة اهتمامات الرئيس ترامب الذي يعرف أنه يلاقي هواجس شعبه الذي ضاق ذرعاً بنزوح الأميركيين اللاتينيين الى الولايات المتحدة، لذلك لم يكن مفاجئاً أنه باشر أولى مهامه بإلغاء قرارات وتدابير كثيرة أصدرها سلَفه، وبينها ما يتعلق بإلغاء تمييز الجنس البشري، فترامب سيلغي هذه البدعة الشيطانية الخبيثة ويؤكد على أن الله خلق الناس ذكوراً وإناثاً، وهذه حقيقة إلهية لا يجوز ليس فقط القفز فوقها بل أيضاً إلغاءها بمراسيم الحكّام.
باختصار، قبل عودة ترامب الى البيت الأبيض كانت الولايات المتحدة الأميركية مهدّدة بالتراجع الكبير. ولكن مجرّد انتخابه أعاد إليها الروح ومدّها بزخم لتكون امبراطورية الزمن الحاضر.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.