شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – تبدّل الموقف الأميركي بين زيارتَي مورغان/ماركو
لافتاً كان التبدّل المفاجئ في الموقف الأميركي من انسحاب الإحتلال الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية في خلال بضعة أيام فصلت بين زيارتَين أميركيتين الى لبنان والمنطقة. وهو أمر يدعو الى التساؤل والاستغراب الشديدين. الزيارة الأولى كانت الى لبنان يوم حطّت في بلدنا الدمية الأميركية الجميلة السيدة أورتاغوس مورغان، حيث تنقلت، بطلّتها البهية، بين بعبدا والعاصمة بيروت والجنوب. تنقّلت موفَدةُ الأمبراطور الأميركي دونالد ترامب بين المقارّ الرسمية انطلاقاً من قصر الرئاسة وهناك كان لها مواقف كبيرة الأهمية، فمن جهة رسمت حدود «المسموح والممنوع» (؟) في تشكيل الحكومة، وشهرت «الفيتو» في وجه مشاركة حزب الله في حكومة العهد الأولى «بأي شكلٍ من الأشكال» على حد تعبيرها. وقد شارك الحزب. وهذا ليس موضوع هذه العجالة، إذ إننا نشير الى التبدل الثاني الذي نعتبره جذرياً وهو تشديدها على حتمية الإنسحاب الإسرائيلي قبل نهاية المهلة التمديدية الأولى (بعد الستين يوماً)، أي في الثامن عشر من شهر شباط الجاري، مؤكّدةً على أن لا تمديد لهذا الموعد على الإطلاق. وفجأة، بدأ البيت الأبيض يتحدّث عن التمديد، تماهياً مع قرار العدو، وقد أجرى اتصالات حثيثة مع الجانب اللبناني ليوافق على قرار نتانياهو الذي لم يكتفِ بتمديدٍ آخر، بل راح الى أبعد بكثير قائلاً باحتفاظ الاحتلال بخمسة مواقع استراتيجية داخل حدودنا من دون الارتباط بأي مهلة زمنية …
الزيارة الثانية قام بها ماركو روبيو وزير الخارجية الذي زار الكيان الصهيوني في هذا الاسبوع وتبنى ما قرره «بيبي» من دون قيد أو شرط.
منذ انشاء وزارة الخارجية الأميركية قبل 236 عاماً، وحتى اليوم، لم يتماهَ الأميركي مع أي جهة أو كيان أو فريق أو دولة خارجية كما يفعل اليوم مع الاسرائيلي، لاسيما في ولاية جو بايدن الذي أعلن من تل ابيب انه صهيوني، وكذلك وزير خارجيته الذي قال، من فلسطين المحتلة ، غداة عملية طوفان الأقصى: أنا هنا بصفتي يهودياّ قبل أن أكون وزير خارجية الولايات المتحدة.
بدوره أعلن الوزير الجديد ماركو روبيو تبنيه «الكامل» لما تقرره تل أبيب بشأن غزة ولبنان .
وبعد، هل شعرت أورتاغوس مورغان بالخيبة من رئيسها دونالد ترامب الذي تصرّف بعكس ما كلفها قوله؟
بالمناسبة لا يغرّنّك شكلها وخلفيتها في مباريات ملكات الجمال، فهي الى ذلك امرأة حديدية. فهي اسّست شركة «بولارس» للأمن القومي، وتقدم برنامج «عرض مورغان اورتاغوس» على قناة XEMC. كما انها ضابط احتياط في «المارينز (البحرية الأميركية) ومتزوجة من يهودي أميركي، و … تتزين بخاتم يحمل نجمة داوود .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.