شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – بين البشائر والنُذُر
وصف الموفَد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين الوضع الناجم في المنطقة جراء الحرب الإسرائيلية على غزة بقوله إن الحل الديبلوماسي «ممكن». وهذا التوصيف يحمل السلبية والإيجابية. إلا أن النقطة التي تلمح الى البشائر فهي في قرارات اتخذتها غير شركة طيران عالمية بالعودة الى التعامل مع مطار رفيق الحريري الدولي بعد مقاطعةٍ استمرت منذ بدأت المنطقة والعالم يحبسان أنفاسهما في أعقاب العدوانين اللذَين نفذهما بنيامين نتنياهو على الضاحية الجنوبية وطهران واستهدفا تباعاً القائد العسكري في حزب الله القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية من العاصمة، ثم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وهو ينزل ضيفاً على الجمهورية الإسلامية في عاصمتها.
ومع ذلك لا تزال الأنفاس محبوسة، وإن تقاطعت المعلومات عند أن القيادة الإيرانية «لم تعد مستعجلة» على تنفيذ الرد.
لا نقول جديداً، إذ نذكّر بأن رئيس وزراء العدو يتفرّد في اللهاث وراء التصعيد للاعتبارات العديدة التي، هي أيضاً، باتت معروفة وأبرزها أنه يعرف الى أي مدى يرتبط مصيره السياسي باستمرار الحرب، بل بتوسيع نطاقها كي يستجرّ الولايات المتحدة الأميركية الى ساحتها. وهو ما يبدو أن البيت الأبيض (بجميع النافذين في إدارة جو بايدن) ليس في هذا الوارد، وإن كان سيجد نفسه يقف الى جانب العدو للدواعي الانتخابية في عزّ حماوة الحملات الانتخابية التي تبلغ، هذه الدورة، حدوداً تصعيدية تتجاوز المألوف في ضراوتها، وفي العبارات المبالغ فيها غير المألوفة التي يتراشق بها المرشحان الجمهوري ومنافسته الديموقراطية.
ومن سوء حظ لبنان أنه يجد ذاته في وسط هذه المعمعة المستعرة نيرانها في بلدٍ مقطوع الرأس وحكومته لا تملك مقوّمات السلطة التنفيذية وأهمها أنها مستقيلة حكماً، وهي غير حائزة، أصلاً، على ثقة المجلس النيابي. وأما السلطة التشريعية فحالها حال بسبب «لامعادلة» الكتل الأقلية فيها. والأخطر من ذلك كله هذه الطبقة السياسية التي لا يجهل أحد أن مصلحة لبنان العليا على… دَيْنَتِها. وقد كُتبَ على اللبناني أن يتحمّل هذا الواقع المرّ، وكأنه ينقصه المزيد من القهر والعذاب والمعاناة الطويلة الممثلة في الانهيار الشامل والعجز عن القيام بأدنى متطلبات الحياة ومستلزماتها ولو على المدى الأقصر: يوماً بيوم!