شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الوجه الإسرائيلي البغيض عشية الانسحاب المنتقَص

25

يُفتَرَض أن تنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، الواقع فيه الثامن عشر من شهر شباط الجاري، من الأراضي اللبنانية المحتلة كافّة، لكن العدو متمسك بالنقط الخمس التي يصرّ على إبقاء تمركزه فيها لحججٍ واهية، ليس لها أي مصداقية، وآخرها ما نُقِل، أمس، عن دوائر وزارة خارجية الكيان الصهيوني وأركان جيش الحرب، بأن بقاءها في المراكز الخمسة هو حاجة تقتضيها حماية البلدات في فلسطين المحتلّة التي تواجه المناطق اللبنانية (يُفهم المستعمرات)… وتأتي هذه الذريعة بعدما عزفوا مطوّلاً على وتر المواقع الستراتيجية. وهذا منطق ساقط، إذ إن لا حاجة لهكذا مواقع في زمن التكنولوجيا المتطورة، فبإمكان مسيَّرة واحدة أن تراقب الأراضي اللبنانية (والجوار أيضاً) من طلعات جوية في أجواء فلسطين حتى من دون أن تضطرّ الى التحليق في الأجواء اللبنانية.

ولقد تصرّف العدو، عشية الانسحاب المقرّر اليوم، بصلافة وحشية موصوفة، على عادته، بخروقات بالغة الخطورة تمثلت بالطلعات الجوية،  والقصف، واغتيال أحد قادة حركة حماس، والمزيد من هدم وتدمير ما تبقّى من منازل في القرى اللبنانية الجنوبية، ووصلت اعتداءاته الى البقاع…

ومن الواضح أن الإسرائيلي ما كان ليُقدِم على مسلسل الخروقات هذا وارتكاب المزيد من الجرائم لولا الدعم الاستثنائي الكبير الذي قدّمته وتقدّمه له الولايات المتحدة الأميركية من دون أي شروط ولا حتى مجرّد التحفظ والنصح.

وفي هذا الوقت بالذات تضاعف الإدارة الأميركية الضغط على لبنان، بهدف أن يرضخ الى شروط العدو، أكثر مما هو راضخ في الإتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي الذي أُبرِم تحت ضغط التداعيات الكارثية المؤلمة للحرب الأخيرة. وآخر «الإبداعات» الأميركية، في هذا المجال، ما نُسِب أمس الى وزارة الخارجية حول قرار الرئيس دونالد ترامب وقف المساعدات الى لبنان، كلَّها، بما فيها وقف «مساعدة الحفنة من الدولارات» التي كانت تقدَّم الى جيشنا اللبناني، في هذه المرحلة الدقيقة… إذ إن جيشنا منتدَب الى مَهَمّة كبيرة في المناطق الحدودية جنوباً وشرقاً وشمالاً، إضافة الى دوره الكبير في حفظ الأمن في الداخل اللبناني.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.