شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الرد الذي أعاد «الردع» ومهّد للحل الكبير
نفّذ حزب الله تعهده الردَّ على اغتيال قائده العسكري الشهيد فؤاد شكر في عملية بالغة الأهمية، ولعلّ أهم ما فيها أنها لم تخرق قواعد الاشتباك بالرغم من ضخامتها وشموليتها واعتبارها «ميني حرب موسّعة». وثمة ملاحظات بليغة ودروس وعِبَرٌ يمكن استخلاصها من هذا الرد، نكتفي بالإشارة الى الآتي منها:
أولاً – لا يمكن تجاوز توقيت الضربة التي وجهها حزب الله الى العدو الصهيوني اذ تزامنت مع وجود رئيس أركان الجيوش الأميركية في المنطقة، ومع استئناف اجتماعات القاهرة بين أعضاء هيئة الوساطة لوقف الحرب على غزة (بحضور الأميركي والمصري والقطري وقيادات المخابرات العدوة وممثل حماس)، ومع الاستعداد لتقرير مصير القرار 1701 في مجلس الأمن الدولي… وهذه كلها محطات لافتة في مدى تأثير اشتعال الجبهات على كلٍّ منها.
ثانياً – بدت خطة الرد مميزة في الستراتيجيا والتكتيك: فقد أرسلت المقاومة دفعات من صواريخ الكاتيوشا لتشغل منظومة القبة الحديدية في وقت كانت المسيّرات تخترق أجواء فلسطين المحتلة ويصل الكثير منها الى أهدافها المحدّدة بدقة.
ثالثاً – أعلن العدو أنه استخدم مئة طائرة مقاتلة لقصف ما ادّعى أنها مرابض إطلاق الصواريخ من لبنان. مئة مقاتلة من أحدث وأخطر الطائرات أميركية الصنع (أثمانها بمليارات الدولارات) في مواجهة مسيّرات الحزب المعدّلة في لبنان وتكلفة كل منها لا تتعدى الثلاثة آلاف دولار.
رابعاً – لقد وصلت مسيّرات الحزب الى حيفا (وهذا ليس بجديد)، والى أبواب تل أبيب. وهذا سيرعب العدو من دون أدنى شك.
خامساً – استخدم حزب الله صواريخ الكاتيوشا من «الدق القديم»، وحقق ما حققه، فكيف لو استخدم الصواريخ الباليستية فائقة الدقة والقدرة التدميرية؟
سادساً – لقد سارع نتنياهو الى الإيعاز لوزرائه وأيضاً الى العسكر وأجهزة الأمن بعدم الإدلاء بأي تصريحات عن العملية، وهذا دليل على اثنين أولهما البلبلة التي أحدثتها عملية حزب الله داخل كيان العدو، والثاني ريثما تكون عناصر الرواية الكاذبة قد اكتملت عند العدو.
وفي الخلاصة يمكن الاستنتاج بأن عملية حزب الله حققت أهدافها بالتأكيد، وسيترتب عليها التسريع في البحث عن حل شامل (وليس عن حرب واسعة شاملة) بدءاً من ترتيب الوضع على الحدود بين لبنان وفلسطين.