شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الاتفاق المخروق بالإعتداءات الإسرائيلية
بعد نحو شهر على الموعد المفترَض أنه ساعة الصفر لوضع اتفاق وقف إطلاق النار موضع التنفيذ (الساعة الرابعة من فجر السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي) يمكن التأكيد بأن الجانب الإسرائيلي لم يتقيد به ولو ليوم واحد. ولقد بلغت تجاوزاته حدوداً توازي وكأن الأمر ليس مجرّد خروقات بل حتى ما يتجاوزها الى حربٍ موصوفة. بدليل سقوط المزيد من «شهداء وقف إطلاق النار»، ناهيك باستمرار «الحرب المحروقة» بجرف المنازل وتدمير سواها واختطاف المدنيين الخ… وما سوى ذلك من الأعمال العدوانية الموسّعة، بما فيها المسيّرات التي لا يغيب أزيزها عن أسماع اللبنانيين، لا سيما سكان بيروت الكبرى والجوار…
ولعلّ التطور الأكثر خطورة في ضرب إسرائيل عرض الحائط بهذه الأعمال العدوانية هو الإنذار الذي وجهه أفيخاي أدرعي الى أهالي ستين بلدة وقرية في الجنوب، بعدم التوجه إليها ليس تحت طائلة أي مسؤولية، إنما تحت التهديد بتعريض حياتهم للخطر! وهذه وقاحة موصوفة وتصرف يتخطّى أي منطق. ولكنه يطرح سؤالاً كبيراً يتناسل أسئلة مهمة:
إذا كانت هذه هي الهدنة وهذا هو وقف إطلاق النار، فكيف تكون الحرب؟!.
ما هو دور لجنة الإشراف على حسن تطبيق الاتفاق؟ وما هو دور أعضاء اللجنة لا سيما العضو اللبناني فيها؟ وما هو دور العضو الأميركي الذي يترأسها عملياً؟ وهل إن اتفاق وقف إطلاق النار هو من طرف واحد (لبناني)؟ وهل تقدمت حكومة تصريف الأعمال بشكوى الى مجلس الأمن الدولي وهل تابعتها؟ وهل إن ما يقوم به الإسرائيلي من عدوان تحت تسمية وقف إطلاق النار هو لتكملة ما لم يكن قد حققه في الحرب؟ أو أن الاحتلال يريد أن يربط رجوع أهالي البلدات الستين بعودة مهجّري شمال فلسطين؟
طبعاً، سيل الأسئلة لا يتوقف، ولكن من الضروري أن تتحمل لجنة الإشراف على اتفاق 27 تشرين الثاني، مسؤولياتها كاملة.