شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – إيران والحزب في وادٍ ولودريان في واد آخر
في تقدير أحد المراقبين أن مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان-إيف لودريان يمكن تلخيصها بالنقط الآتية:
أولاً – إن الجهود التي يبذلها المسؤولون اللبنانيون لتنفيذ قرار وقف إطلاق النار جنوباً «ليست بالحيوية المطلوبة، ولا هي على فاعلية كبيرة».
ثانياً – يجزم موفد إيمانويل ماكرون بأن على اللبنانيين ألّا يتوقعوا «كلاماً جدياً على إعادة الإعمار ما لم يسلم حزب الله سلاحه، وأمّا كيف يتم ذلك وعلى أي صيغة فهذا شأن لبناني».
ثالثاً – إذا لم يسلم الحزب سلاحه فإن ثمة قراراً تنفيذياً اسرائيلياً بإعادة فتح الجبهة مع لبنان بضراوة أكبر، وليس سرّاً أن هذا القرار مدعوم بقوة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
رابعاً – أما الأمور الأخرى، على أهميتها (الشأن الإصلاحي، التعيينات بما فيها حاكمية مصرف لبنان وما سوى ذلك…) فلم يبحثها لودريان مع جميع من التقاهم، بل «مع البعض».
ومن حسن التقادير أو سوئها أن تتوافق الزيارة الفرنسية مع موقفَين إيراني و «حزبي» متكاملَين. فأمس قال إسماعيل خاآقاني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إن المقاومة أظهرت قدرتها الفائقة في التصدي، وأن هذين النهج والمسار سيتواصلان بلا توقف، حتى تحقيق النصر النهائي، كما تحدث عن وحدة الساحات. وأما الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم فقال إن الإسرائيلي فشل في تغيير الواقع على الأرض(…).
وعدم تغيير الواقع يضمر، من دون أدنى شك، عدم رغبة في تسليم السلاح، حتى إشعار آخر على الأقل.
هذا ما يمكن تفسير كلام الشيخ نعيم به. أما بالنسبة الى كلام خاآقاني فالواقع يخالف قوله حول وحدة الساحات، فلا سوريا بقيت في هذه الوحدة، وأما العراق فنأى بنفسه وتفرد بموقف شبه محايد في الحرب والعدوان على غزة في ما بعد عملية «طوفان الأقصى»… وحتى إيران ذاتها لم تنفذ وعدها وعهدها وتهديداتها بالرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف، في الصيف الماضي، مصانع إنتاج الصواريخ العادية والبالستية ودمرها مع منصات إطلاقها.
khalilelkhoury@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.