شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أيها المبتهج حماسةً المعركة ليست في الجميزة

45

وجّه إلينا اللومَ، أمس، رهطٌ من الأصدقاء والقراء الذين اعتبروا مقالنا الذي عبرنا فيه عن فرحة كبيرة وهلّلنا لمشهد عودة أبناء شعبنا الى منازلهم (أو ما تبقّى منها) وقراهم وبلداتهم الحدودية «على قدر من الحماسة»، وذهب بعضهم الى حد الانتقاد. وكما كان ردّنا على الانتقادات بإصرارنا على ما قلناه وكتبناه في هذه المساحة، في «شروق وغروب» أمس، أننا منذ الطلقات الأولى في العدوانين على غزة ولبنان، لم نبدّل تبديلاً، ولم نتوانَ، يوماً واحداً، عن أقوى الدعم للمقاومين الأبطال وللشعبين اللبناني والغزّاوي … هكذا يبقى موقفنا المبدئي اليوم، لأننا لن نسمح لأي تصرف غوغائي، وربما بعض أصحابه مدسوس والبعض الآخر مضلَّل والبعض الثالث مغرَّر به أن يؤثر على اقتناعنا بأن العدو الصهيوني هو شر مطلَق. فبعد كتابة المقال ليلاً، شاهدنا بأم العين تصرّفاً استفزازياً ليس فقط أنه غير مقبول، إذ إنه مرفوض بالمعايير كلها، وبكل ما للكلمة من معنى.
ونود أن نقتنع بأن القيادات في حزب الله وأيضاً في حركة أمل (في الحزب خصوصاً) لم تكن على سابق إطلاع أو قرار أو تخطيط، وأن جماعةً من الشبان غير الواعين قد أخذتهم نشوة العودة، فمالوا الى فقدان المنطق، والخطأ في تحديد العدو وبالتالي في وجهة الحراك. ولربّما هذا ما دفع بهم الى الاستعراض الاستفزازي في الجميزة وسواها.
وليؤذَن لنا أن نذكّر هؤلاء بأن ليس أهالي الجميزة هم الذين احتلوا عشرات البلدات في الجنوب بقطاعاته الثلاثة. وليسوا هم الذين اعتدوا على الأبرياء من أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية. ولا هم الذين أسقطوا قوافل الشهداء من المجاهدين الأبطال والمدنيين. وليسوا هم الذين دمُروا وأحرقوا وجرفوا الحجر والشجر. وليس بينهم أحد من أهالي الجميزة ورد اسمه بين أسماء العملاء الذين ضُبطوا أخيراً وكانوا يرشدون العدو الى المناضلين والمواقع وأماكن تخزين السلاح.
… وبالتأكيد ليس أهالي الجميزة هم الذين عقدوا اتفاق وقف القتال(…).

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.