شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أموال المودعين: الحكومة غير متحمسة
ولا نقول إن الحكومة غير مهتمة بأموال المودعين لأننا قرأنا في مسودة البيان الوزاري أن هذه الأموال هي موضع اهتمامها، وقد مرّت هذه الكلمة سريعة في القسم الأخير من البيان، على أمل أن يكون هذا الاهتمام في محلّه، وأن يحظى باهتمام أكبر في الصيغة النهائية للبيان الذي سيناقشه مجلس النواب في جلسة الثقة التي نأمل أيضاً ألّا تطول لأيام عديدة لأن لا مجال لهذا الترف أمام الاستحقاقات الهائلة المتراكمة التي ورثتها هذه الحكومة. إلّا أن الأمل الكبير المنشود هو في أن تتخلّى حكومتنا الجديدة عن النظريات والفذلكات المشبوهة التي طلعت بها علينا الحكومة السابقة والتي كان ثمة إجماع على أنها مجرّد محاولات لسرقة ما تبقى من أموال للمودعين، بعدما مورس عليهم «هيركات» غير معقول وبالتأكيد هو غير مفهوم على الإطلاق.
وكي لا يبقى الكلام من دون دليل قطعي نورد ما حدث، أمس بالتحديد، مع أحد الزبائن الذي أراد أن يتفقّد مصير بضعة حسابات مصرفية متواضعة كان قد أودعها أحد المصارف:
حساب أول صغير ألف يورو أوروبي، لم يبقَ فيه سوى خمسة وأربعين يورو! أين تبخّر؟ الجواب: لقد سدّدنا منه فواتير كهرباء بيتكم في الجبل وصرفنا اليورو الواحد على قاعدة ألف وخمسماية ليرة ولاحقاً على أساس خمسة عشر ألف ليرة.
حساب ثانٍ وثالث ورابع على هذا المنوال: فاتورة الكهرباء عن بيت المدينة بالدولار الأميركي، وتم تسديدها بصرف الدولار على الألف وخمسماية ثم على الخمسة عشر ألف ليرة.
حسابان ثالث ورابع استخدِما لتسديد فواتير الهاتف الموطّن، مثل الكهرباء الخ…
وليكتمل النقل بالزعرور كانت حسابات الرجل الستة تخسر شهرياً مئتين وأربعين دولاراً أميركياً، إذ يُحسم من كلٍّ منها عشرون دولاراً في الشهر (2400 دولار سنوياً).
الرجل الذي هالته هذه الحسومات (ناهيك بكيفية تحويل أمواله «الفراش» الى ليرات على 1500 ليرة ثم على 15000 ليرة) غادر وهو يجر أذيال الخيبة من دون أن يحصل على جواب عن السؤال الآتي: لقد قرطتم ودائعي المتواضعة طوال سنوات، جيّد. ولكن أي خدمة قدمتموها لي في المقابل، علماً أنكم لم تكلفوا خاطركم بخسارة اتصال هاتفي عليّ لتطلعوني على ما فعلتموه؟!.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.