بين المقار الرئاسية والسياسية، وعلى وقع اقوى جولات العنف في الميدان الجنوبي، توزع سفراء مجموعة الخماسية عشية اجتماعهم في قصر الصنوبر السبت المقبل. القطري في عين التينة ، الفرنسي والمصري في السراي الحكومي، بعد زيارة للأخير الى معراب، باحثين عن بصيص نور يرفد تحركهم الجديد بما يحدث تقدماً او على الاقل يعطي املاً بامكان التقدم.
بيد ان مجمل المواقف والمعطيات المتجمعة في الافق الرئاسي في الساعات والايام الاخيرة من الرياض الى باريس فبيروت لا يبعث على الامل ولا التأمل حتى بإحداث خرق ما دام شيء لم يتغير لا في ستاتيكو التمترس خلف الشروط ولا في تهيّب دقة المرحلة التي يحذر منها العالم أجمع بفعل استمرار رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو في مسلسل جرائمه وجنونه اللامحدود ورغبته على ما يتظّهر في الانتقال من غزة والضفة الى الحدود الشمالية مع لبنان.
بوريل
مجمل الملفات اللبنانية الساخنة من الشغور الرئاسي الى التطورات العسكرية المتسارعة الوتيرة، تحضر في سلسلة لقاءات سيعقدها في الساعات المقبلة الممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي ونائب المفوضية الأوروبية Josep Borrell Fontelles الذي وصل بعد ظهر امس الى بيروت على رأس وفد من المفوضية.
«الخماسية»
الملفات هذه كانت ايضا مدار بحث في السراي. فقد عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعات ديبلوماسية، بدأها بلقاء سفير مصر في لبنان علاء موسى الذي قال: «هدف اللقاء مع دولة الرئيس اطلاعه على مجمل التطورات بالنسبة لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والدور الذي تقوم به مصر والوسطاء، لان لبنان ومصر يتشاركان في ما يحدث في غزة وتأثيره على الإقليم وعلى لبنان تحديدا وعلى جبهة الجنوب. كما تحدثنا في عدد من الملفات التي لها علاقة بالداخل اللبناني، وتحديدا الملف الرئاسي، ووضعت دولته في نشاط «اللجنة الخماسية» والخطوات التي تنوي اتخاذها اعتباراً من الأسبوع المقبل، لربما نستطيع ان نحدث حلحلة في هذا الملف». وقال: «في الفترة الأخيرة كان التركيز منصبا على الوضع في الجنوب، ولكن بات الأمر ملحا اليوم للحديث عن الملف الرئاسي، ونامل ان تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التحركات من قبل» اللجنة الخماسية» ومن قبل الأطراف اللبنانية وصولا إلى احداث خرق مهم في الملف الرئاسي».
سفير فرنسا
واستقبل الرئيس ميقاتي سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو وعرض معه التطورات اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.
في معراب
رئاسيا، ، اشار السفير المصري من معراب بعد زيارته رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى «اننا تناولنا الملف الرئاسي في لبنان وتحدثنا بالتفصيل عن أفكار عدة قد تساعد في إحداث بعض الحلحلة في هذا الملف وصولاً إلى انتخاب رئيس جديد. إنني أرى أن اللقاء كان جيداً، واستعرضنا تقييمات لأمور كثيرة، وأرجو في الفترة المقبلة أن نجد حلولاً سواء للملفات الإقليمية الراهنة أو للملف الرئيسي وهو المتعلق بانتخاب رئيس في لبنان. كان لقاء جيداً، وسنرى ما ستأتي به الأيام المقبلة. أتمنى أن نحدث الخرق الذي نبحث عنه في الملف الرئاسي، لأن لبنان بات في موقف لا يتحمل البقاء من دون رئيس لفترة أطول، نظراً للتحديات الكبيرة والمهمة الآتية، لذلك لا بد من وجود رئيس ومؤسسات بصلاحيات كاملة لمواجهة ما هو آتٍ من تحديات». ورداً على سؤال حول ما إذا وجد خلال جولته أي حلحلة لدى «فريق الممانعة» تُمكِّن من الوصول في نهاية المطاف إلى انتخاب رئيس، قال موسى «الحقيقة، يجب أن نكون أكثر إيجابية ولا نبحث عن النقاط المعرقلة، نحن نبحث عن النقاط المشتركة التي من خلالها يمكننا الانطلاق إلى الأمام. هذا أمر صحي يجب أن نحافظ عليه إذا ما كنا نريد إيجاد بيئة إيجابية يمكن من خلالها إحداث تقدم. لا بد من البحث عن النقاط المشتركة، وهناك نقاط مشتركة قد تكون قليلة بعض الشيء، لكن هناك قدر منها، سنعمل عليها ونبحث عن شيء يمكن أن يساعدنا في إحداث حلحلة في هذا الملف المهم».
مجلس وزراء
حياتيا، وفي وقت عقد مجلس الوزراء – الذي لم يتمكن من الاجتماع امس بسبب تحركات العسكر المتقاعد في محيط السراي – عند الثالثة جلسة برئاسة ميقاتي في السراي لبحث جدول الأعمال الموزع اصولاً وضمن المهلة القانونية، أشار المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة في بيان، إلى ان «تعليقا على ما يتم تداوله من اخبار مغلوطة بشأن عدم وجود خطة للحكومة لمعالجة موضوع تصحيح رواتب العاملين في القطاع ومنهم العسكريون العاملون والمتقاعدون يهمنا ايضاح الاتي: إن دولة الرئيس، وانطلاقا مما تعهد به سابقا ، طلب من مجلس الخدمة المدنية اعداد مشروع متكامل لتصحيح رواتب القطاع العام. وبتاريخ الخامس من شهر آب الفائت، رفعت رئيسة مجلس الخدمة المدنية نص مسودة مشروع يرمي الى تعديل الرواتب والتعويضات الشهرية والاجور للعاملين في القطاع العام وتعديل بعض احكام نظام الموظفين ونظام التقاعد وتعويض الصرف من الخدمة».وبوشر النقاش في المشروع عبر اجتماعات متتالية معلن عنها رسميا رأسها رئيس الحكومة»…