زيارة خاطفة لعون إلى فرنسا: والأولوية للإنسحاب الإسرائيلي

1

الشرق – تيريز القسيس صعب

تبدي مصادر ديبلوماسية اوروبية مقربة من القصر الرئاسي الفرنسي اهتماما كبيرا للزيارة السريعة التي ينوي رئيس الجمهورية جوزف عون القيام بها إلى العاصمة الفرنسية نهار الجمعة المقبل.

وقالت هذه المصادر في اتصال مع «الشرق» ان زيارة عون ستكون سريعة ولساعات محدودة بحيث ان الرئيس لن يبيت ليلته في باريس بل سيعود مباشرة إلى لبنان بعد المحادثات التي سيجريها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

واعتبرت المصادر أنه بمجرد بدء عون باكورة جولاته إلى أوروبا بدءا من العاصمة الفرنسية، فهذا دليل واضح على عمق وقوة العلاقات التي تربط البلدين في شتى المجالات.

واشارت إلى أن المباحثات التي سيجريها الطرفان ستتناول الصعوبات والتحديات التي يواجهها لبنان وعلى رأسها استكمال الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الحدودية الخمس والتي ما تزال إسرائيل ترفض الانسحاب من تلك البقعة.

فباريس وبالتعاون مع الولايات المتحدة تسعيان الى العمل على تطبيق الاتفاق الأميركي الفرنسي حول وقف إطلاق النار في الجنوب، وتطبيق القرار ١٧٠١، مع التشديد

على التطبيق الكامل للإتفاق الذي ينص على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.

في المقابل يرى المتابعون ان قرار انسحاب إسرائيل من المواقع الخمس وتنفيذ الاتفاق امر يواجه عقبات في الوقت الحالي، لان «القطبة المخفية» ليست في باريس بل في الولايات المتحدة التي بدورها تحاول الضغط على لبنان عبر الحث على اعادة المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. اضف الى ذلك، فإن الترقب هو سيد الساحة لمعرفة التوجهات المنتظرة في إطار تم تشكيل اللجان الثلاث الي أعلنت عنها واشنطن لتسوية ملف الاسرى، الانسحاب الإسرائيلي من المواقع الخمسة، وترسيم الحدود الـ13 البرية بين لبنان واسرائيل. الا ان المصدر اعلاه راى أنه على الرغم من استمرار الجهود الديبلوماسية في ضبط الوضع العسكري عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية، فإن الجهات الدولية تهمس في آذان المسؤولين في بيروت أن عدم تطبيق لبنان الاتفاق الدولي بحذافيره، فإنه من المستحيل إقناع إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمس، وان ذلك سيشكل ذريعة لها بعدم الاستجابة للمطالب الدولية والاقليمية. كذلك الامر، فإن باريس تدرك جيدا التداعيات السلبية والمخاطر المترتبة على بقاء القوات الإسرائيلية داخل لبنان، وما يترتب عليه من انعكاسات على الوضع الداخلي اللبناني وعلى آداء الحكومة، وتحديدا تمسك «حزب الله» بعدم التخلي عن سلاحه.

من هنا، فمن المؤكد ان باريس وبمساعدة بعض الدول الاوروبية ستحاول إقناع الجانب الأميركي بعدم الاستجابة للمطالب الاسرائيلية والبقاء في النقاط الخمس المحتلة في لبنان.

يذكر ان باريس تقدمت بحل للنقاط الخمس يقوم على نشر قوة دولية، بمن فيها عناصر فرنسية، عاملة تحت مظلة «اليونيفيل» في هذه المواقع، الا ان إسرائيل لم تقبل المقترح، معللة ذلك أن تلك القوات لم تتمكن في الماضي من فرض تطبيق القرار 1701، وانها لم تتعامل مع واقع الأرض خلال الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله.

في المقابل، كشفت المصادر التي امتنعت عن تسميتها ان الاوضاع عند الحدود السورية اللبنانية وانعكاساتها على الداخل اللبناني، اضافة الى ملف النزوح السوري وكيفية التعاطي معه بعد التغير الذي عرفته سوريا، سيكون من البنود الاساسية في محادثات الاليزيه.

اما بالنسبة إلى المؤتمر الدولي لإعادة الاعمار الذي تنظمه باريس، فإن تحديد موعده لم يتم بعد نظرا لمجموعة من العوامل تتعلق بمستوى التمثيل والتقديمات لاعادة الاعمار، اضافة الى مستلزمات الاصلاحات والمتعلقة بكيفية ادارة الشان المالي والاقتصادي في البلاد، وتامين الاستقرار الامني من خلال تنفيذ القرارات الدولية لا سيما 1701 والقرارات ذات الصلة.

وباعتقاد المصدر الغربي ان اجندات الدول الغربية والعربية والمختصة باعادة الاعمار في لبنان او غزة او سوريا، تصطدم بمواعيد واستحقاقات مهمة. وبالتالي فإن الأولوية كما يتبين ليست للبنان في المدى القريب، مع التحضير للمؤتمر الدولي الذي ترعاه المملكة السعودية وفرنسا حول الملف الفلسطيني والذي سينعقد في نيويورك في  حزيران القادم.

لذلك تتوقع المراجع الديبلوماسية ان يتم تنظيم المؤتمر الدولي للبنان خلال تموز المقبل على ابعد تقدير، ونكون بذلك قد اعطينا الحكومة اللبنانية مزيدا من الوقت لاجراء ترتيبات البيت الداخلي لاسيما الاصلاحات المطلوبة والمنتظرة دوليا وعربيا.

Tk6saab@hotmail.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.