رفيق الحريري لجابر: “الحقّ معك يا ياسين”
«أساس ميديا»
..”في الحكومة الثانية للرئيس الشهيد رفيق الحريري التي شُكّلت عام 1995 تسلّم ياسين جابر حقيبة الاقتصاد واحتفظ الرئيس الشهيد بحقيبة المالية، وكان الرئيس فؤاد السنيورة وزير دولة لشؤون المالية. وفي اجتماع ثلاثي احتدم النقاش حول إحدى القضايا الحكومية الماليّة. كان رأي السنيورة مخالفاً لرأي جابر فانحاز الرئيس الحريري لوجهة نظر السنيورة، وبعد أسابيع في جلسة حكومية قال الشهيد لوزير الاقتصاد في حكومته معترفاً: “لقد كان الحقّ معك يا ياسين…”.
أربعة أمكنة صاغت شخصية ياسين جابر وأكسبتها صفات وعادات جعلت منه إنساناً ودوداً يحبّه الجميع:
1- لاغوس (نيجيريا) حيث كانت الولادة. الوالد الحاجّ كمال اختار الغربة كي يعيش كريماً معيلاً عائلته ومحقّقاً لها أحلامها والعيش الرغيد.
2- رأس بيروت ذاك المكان الجميل اتّخذها مسكناً وملعباً مع الرفاق من أهل المنطقة، متنقّلاً بين مدرسة الـIC ومبنى الجامعة الأميركية الذي يفتخر به كلّ بيروتي أصيل.
3- الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية. وصيّة الوالد له أنّ أرض الحرمين الشريفين هي أرض الرزق والخير والتجارة كما جاء في سورة “قريش” عن رحلة الصيف والشتاء وما منحه الله لأهلها من نعمة الأمان والعيش الرغيد.
4- النبطية، تلك المدينة القرية التي يحبّها البيارتة ويقصدونها في كلّ إجازة للتمتّع بطبيعتها وطيبة أهلها والطعام اللذيذ وعاشوراء حسب الأصول الشرعية غير المستوردة. عاد إليها ياسين جابر، وفاء لأهل قريته، مطوّراً ومساعداً كلّ محتاج فقير، مساهماً في رفع شأنها في الرياضة والثقافة والعلم لكلّ من طلبه من أبنائها ولو في الصين.
ما كان ياسين جابر حزبيّاً في يوم من الأيام. بل انتسبت إليه الأحزاب والتيّارات والحركات والنوادي الرياضية لأنّه رجل يُفتخر به كما فعلت كلّ الأحزاب مع أخيار القوم لديها. إسألوا طرابلس عن طبيب الفقراء عبد المجيد الرافعي. اسألوا صور عن حسن كامل الصبّاح صاحب الاختراع الكبير. إسألوا بيروت عن محمد بركات أبي الأيتام، ويوسف بيضون خاطف الأطفال كما لقّبه البيارتة لإحسانه الكبير إلى أطفال الشوارع المساكين.ياسين جابر هو مستشار كلّ العهود وكلّ اللجان النيابية. عروبيّ حتى العظم، وساحات النضال الطلابي في الولايات المتحدة تشهد له بذلك، ومعها جمعيّات الصداقة العربية مع الغرب، من بريطانيا وصولاً إلى طوكيو، بعدما شارك في تأسيس لجنة الصداقة البريطانية اللبنانية اليابانية. وهو المؤمن بفكرة لبنان الواحد.
يداً بيد مع شقيقه رباح
ياسين جابر أب لعائلة جميلة تتألّف من زوجة فاضلة وولدين وفتاتين، وفوق كلّ ذلك دائماً يتأبّط ذراع رباح، شقيقه الأصغر وما بخل عليه يوماً بالرعاية والحماية والنصح السديد. يؤمن أنّ العائلة الحصن المتين عند كلّ نفير. تماماً كما يفعل كلّ عاقل منّا، جابر وفيّ لعائلته وأهله ومتمسّك بناسه. يؤمن أنّ الخارج من أهله يصبح بالعراء. هذا ما تقوله قيمنا الجميلة والتذكرة تنفع المؤمنين.
اختلف فقهاء اللغة والبيان على تفسير معنى اسم “ياسين”، فقال أهل الذكر وكبار المفسّرين إنّه اسم عربي أصيل وما وجوده في القرآن الكريم إلّا حسم لهذا الجدال العظيم، حيث قال الله في سورة يوسف وهو خير من قال: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون). فكيف يكون فيه كلام أعجمي؟ وبذلك تضعف رواية البعض أنّه اسم غير عربي.
لأنّ اسم “ياسين” من فواتح السور القرآنية، كان لا بدّ من الاستشهاد لرسم الاسم على قاعدة أنّ لكلّ واحد منّا من اسمه نصيب.
الرجل الثمين
“يُحكى أنّه في قرية صغيرة كان يعيش حكيم عُرِف بحكمته وذكائه. وكان الناس يأتون إليه من كلّ مكان ليستشيروه في أمور حياتهم. ذات يوم أتى إليه فتى صغير مليء بالطموح والحماسة وقال:”أيّها الحكيم، أريد أن أحقّق كلّ أحلامي. أريد أن أصبح غنيّاً، مشهوراً، وسعيداً. كيف أفعل ذلك؟”.
ابتسم الحكيم وقال له: “سأعطيك اختباراً بسيطاً. هل ترى هذا الحجر الصغير؟ خذه واذهب إلى السوق.
حاول أن تبيعه، لكن لا تقبل أيّ عرض. فقط اسأل الناس عن قيمته”.
أخذ الفتى الحجر وذهب إلى السوق. عرض الحجر على بائع فواكه، فقال له: “هذا الحجر لا يساوي شيئاً، لكن سأعطيك تفاحة مقابله”. ثمّ عرض الحجر على بائع مجوهرات، فقال له: “هذا الحجر يبدو قديماً، لكنّه لا يساوي شيئاً في عالمنا”.
أخيراً ذهب الفتى إلى عالم جيولوجيا في القرية، فقال له العالم: “هذا الحجر ثمين جداً! إنّه حجر نادر من الماس الخام، ويستحقّ آلاف العملات الذهبية!”.
عاد الفتى إلى الحكيم وأخبره بما حدث. ابتسم الحكيم وقال: “الحياة مثل هذا الحجر. قيمتك لا تظهر إلّا في المكان المناسب وبين الأشخاص الذين يدركون قيمتك الحقيقية. لا تقِس نفسك بآراء الآخرين”.
أحدث طرح اسم الوزير السابق ياسين جابر لحقيبة وزارة المالية جدلاً واعتراضاً على أنّ من رشّحه لذلك الثنائي الشيعي كي يكون حصرماً في الحكومة بعيون الجميع، هل قدَر كلّ من حمل اسم “ياسين” الجدال والاختلاف حوله، ولمَ لا؟ فبعض المفسّرين قالوا إنّه أحد أسماء النبي (ص) العظيم. النبيّ الذي رماه أهل الطائف بالحجارة وأشعلت زوجة أبي لهب النار عند باب داره واتّهمته قبيلته بالجنون المريع.
أساس ميديا
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.