رسالة من الأمير تركي الفيصل عبر الـ CNN الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب
كتب عوني الكعكي:
الأمير تركي الفيصل، من الأمراء المميزين في المملكة العربية السعودية، فهو أولاً وقبل أي شيء ابن الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله الذي اتخذ يوماً قراراً تاريخياً عام 1973 واثناء حرب 7 أكتوبر بقطع النفط احتجاجاً على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، والذي دفع حياته ثمناً لذلك.
ثانياً: الأمير تركي كان مدير المخابرات السعودية، اثناء حرب موسكو مع أفغانستان حيث كان يساعد المجاهدين ضد دولة الإلحاد.
ثالثاً: كان سفيراً للمملكة العربية السعودية في لندن وفي واشنطن.
لذلك، عندما يتحدث فإنّ هناك معاني كبيرة وخطيرة في كلامه.
واليوم أتوقف مع ما قاله لشبكة C.N.N الأميركية، وإليكم نص الحديث:
“انتقد السفير السعودي الأسبق في واشنطن ولندن، الأمير تركي الفيصل، خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.
وقال الفيصل في لقاء مع شبكة «سي أن أن» إنّ ما خرج من السيد ترامب غير قابل للاستيعاب.. وقد حاور الأمير تركي مذيعة الـCNN كريستيان أماينور.
وشدد الفيصل أن «من الخيال أن نعتقد أن التطهير العرقي في القرن الحادي والعشرين، يمكن أن يتسامح معه مجتمع عالمي يظل على موقفه ولا يستجيب لذلك».
وتوقع الامير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، أن «يكون هناك عمل جماعي من جانب العالم العربي، بل والعالم الإسلامي والأوروبيين والدول الأخرى التي تؤمن بحل الدولتين للتعامل مع هذا الأمر».
وشدد المسؤول السعودي السابق على أن ترامب يقول إنه «يريد تحسين الأمور، بينما في الواقع، فإنّ هذا من شأنه أن يحوّل الأمور الى المزيد من الصراع وإراقة المزيد من الدماء».
وأضاف: «لذا إذا جاء ترامب الى هنا (السعودية)، فأنا متأكد من أنه سيتلقى الكثير من الانتقادات من القيادة هنا، ليس بشأن عدم حكمة ما يقترحه فقط، وإنما بشأن الظلم الصريح الذي سيتجلى حقاً وبشكل كامل في هذا الاقتراح المتعلق بالتطهير العرقي».
وفي ردّه على ما إذا كان يرى أن تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل قد يحدث بعد خطة ترامب أجاب: «لا على الإطلاق».
وأضاف: «إنّ وزارة الخارجية السعودية أصدرت بياناً يرفض ما صدر عن واشنطن في الأيام الاخيرة، وكان هذا موقف المملكة العربية السعودية منذ البداية».
إلى ذلك، تابع رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل: «إنّ ما قاله ترامب بشأن غزة ليس بالضرورة ما سيحدث على أرض الواقع».
وعما إذا كانت المملكة العربية السعودية تخشى ردّ فعل عنيف من البيت الأبيض إذا لم تقبل خطة الرئيس الاميركي بشأن غزة… قال الفيصل: «تذكرين أن ترامب كان يأمل عند زيارته السعودية الحصول على استثمار قرابة 500 مليار دولار في الولايات المتحدة، أما إذا جاء الى السعودية في هذه الأيام.. فأنا متأكد من أنه سيتلقى الكثير من الانتقادات من القيادة السعودية».
وقال أيضاً: «أستبعد إرسال ترامب لجيشه لإبعاد الفلسطينيين عن غزة… إنّ المشكلة في فلسطين (تابع الأمير) ليست الفلسطينيين، بل هي الاحتلال الإسرائيلي، وهذا واضح ومفهوم من قبل الجميع. ومن هنا جاءت قرارات الأمم المتحدة التي تدعو الى مقايضة الأرض بالسلام منذ عام 1967 حتى الآن».
وقال أيضاً: «إنّ مبادرة السلام العربية بالطبع تقوم على هذا الأساس، وعُرضت على إسرائيل ليس فقط العلاقات الديبلوماسية بل وكل ما تريده إسرائيل من تجارة وتطبيع وما الى ذلك، مقابل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».
ومضى قائلاً: «كل هذه الأمور كانت سياسة أميركية حتى هذه الساعة الأخيرة التي اختار السيد ترامب استخدامها في ادعاء أنه يريد تحسين الأمور، فيما في الواقع فإنّ هذا من شأنه أن يحوّل الأمور الى المزيد من الصراع وإراقة المزيد من الدماء».
aounikaaki@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.