رسالة من الأمير تركي الفيصل إلى أهم رئيس في تاريخ أميركا

17

كتب عوني الكعكي:

الأمير تركي الفيصل هو الابن الأصغر للملك فيصل بن عبدالعزيز رحمة الله عليه، تبوّأ مناصب عديدة في المملكة العربية السعودية، إذ شغل منصب وزير المخابرات السعودية ما بين عامي 1977 و2001، كما كان له دور كبير في الحرب بين روسيا وأفغانستان حيث كان يدعم المجاهدين الأفغان ضد الجيش الروسي المعتدي.

عُيّـن سفيراً للمملكة العربية السعودية في بريطانيا لغاية العام 2005.

كذلك عُيّـن في عهد الملك عبدالله سفيراً للمملكة في الولايات المتحدة حتى أعفي من منصبه عام 2007.

هذه نبذة عن تاريخ الأمير المميّز. وعلى كل حال فإنّ كل أبناء الملك فيصل بن عبدالعزيز كانوا مميّزين وبالأخص الامير سعود الفيصل الذي كان وزيراً للخارجية السعودية ومن أهم الوزراء الذين مرّوا في تاريخ المملكة بين عامي 1975 و2015، وكان وزيراً للخارجية لمدة 40 سنة، أي من أهم وزراء الخارجية في العالم.

ونظراً لأهمية الرسالة رأينا أنه لا بدّ من نشرها:

بمناسبة دعوة دونالد ترامب الأخيرة لنقل الفلسطينيين من غزة، كتب الأمير تركي بن ​​فيصل آل سعود له رسالة في صحيفة ذا ناشيونال

عزيزي الرئيس ترامب،

الشعب الفلسطيني ليس مهاجرًا غير شرعي ليتم ترحيله إلى أراضٍ أخرى. فالأراضي هي أراضيهم والبيوت التي هدمتها إسرائيل هي بيوتهم، وسيعيدون بناءها كما فعلوا بعد الهجمات الإسرائيلية السابقة عليهم.

معظم سكان غزة لاجئون، طُردوا من منازلهم في ما يُعرف الآن بإسرائيل والضفة الغربية بسبب الهجوم الإسرائيلي الإبادي السابق عليهم في حربي 1948 و1967. وإذا كان من المقرر نقلهم من غزة، فيجب السماح لهم بالعودة إلى منازلهم وبساتين البرتقال والزيتون في حيفا ويافا والمدن والقرى الأخرى التي فروا منها أو طردوا منها بالقوة من قبل الإسرائيليين.

السيد الرئيس، لقد سرقت عشرات الآلاف من المهاجرين الذين قدموا إلى فلسطين من أوروبا وأماكن أخرى بعد الحرب العالمية الثانية منازل الفلسطينيين وأراضيهم، وأرعبوا السكان، وانخرطوا في حملة تطهير عرقي. وللأسف، وقفت أميركا والمملكة المتحدة، المنتصرتان في الحرب، إلى جانب الاسرائيليين، بل وساعدتاهم في عمليات الإخلاء القاتلة للفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم. ولم ترغب أميركا والمملكة المتحدة في استقبال ضحايا محرقة أدولف هتلر، لذا فقد اكتفتا بإرسالهم إلى فلسطين. وفي كتاب «ثمانية أيام في يالطا»، تشير المؤلفة ديانا بريستون إلى محادثة بين الرئيس الأميركي آنذاك فرانكلين روزفلت ونظيره الروسي جوزيف ستالين. وتكتب بريستون: «تحول الحديث إلى موضوع الأوطان اليهودية. قال روزفلت إنه صهيوني… وعندما سأل ستالين روزفلت عن الهدية التي يخطط لتقديمها إلى [الملك السعودي] ابن سعود، أجاب بأن تنازله الوحيد قد يكون إعطائه ستة ملايين يهودي…».

لحسن الحظ، عندما التقى السيد روزفلت بابن سعود، حرره الملك من هذا العرض واقترح أن يُعرض على اليهود أفضل الأراضي في ألمانيا كتعويض عن المحرقة. للأسف، دعم هاري ترومان، خليفة روزفلت، الهجرة اليهودية إلى فلسطين بكل إخلاص، وأصبح في نهاية المطاف أداة في إنشاء إسرائيل.

إن العنف وإراقة الدماء التي نشهدها اليوم هي نتيجة لهذا العمل والتواطؤ البريطاني السابق مع الطموحات الصهيونية منذ 1917 وحتى ذلك الحين.

سيدي الرئيس، إن نيتك المعلنة لإحلال السلام في فلسطين تحظى بإشادة كبيرة في منطقتنا من العالم. إنني أقترح بكل احترام أن الطريقة لتحقيق ذلك هي إعطاء الفلسطينيين حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير ودولة عاصمتها القدس الشرقية، كما هو منصوص عليه في قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة 181 و194 وقراري مجلس الأمن 242 و338 ومبادرة السلام العربية.

إن جميع الدول العربية والإسلامية، فضلاً عن السلطة الفلسطينية، تقبل شروط مبادرة السلام العربية لإنهاء الأعمال العدائية وإقامة علاقات مع إسرائيل. إن مائة وتسع وأربعين دولة تعترف بالدولة الفلسطينية. أرجو أن تجعلوا بلدكم الدولة رقم 150. لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط دون معالجة هذه القضية النبيلة بعدل وإنصاف.

فليتذكرك الناس كصانع سلام.

تركي الفيصل

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.