دعم كويتي وخليجي للبنان.. وإسرائيل لن تنسحب من الجنوب
الشرق ـ تيريز القسيس صعب
يجمع الزوار العرب والأجانب الذين يزورون لبنان في هذه الفترة لتقديم التهاني للرئيس جوزف عون، ودعمه في المجالات كافة لانطلاقة العهد والحكومة، على أهمية إجراء الإصلاحات وتطبيق القرار 1701، وبسط سيطرة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
هذا الاجماع «المشروط» يقابله جهود لبنانية يسعى من خلالها الرئيس عون الى تحقيقها، ليس لإعطاء صورة لماعة للعهد الجديد، انما قناعة منه بأن بناء دولة المؤسسات والقانون لا تقوم على المسايرة والمحاصصة، وهذا ما يؤكده بشكل يومي من خلال تصاريحه المعلنة او من خلال ما ينقل عنه زواره. فالزوار الأجانب، العرب ام الغربيين، يطالبون في الاسراع بتشكيل الحكومة التي ستكون ملفاتها واستحقاقاتها مثقلة ومهمة في إعادة اطلاق ورشة النهوض الاقتصادي، كما المشاريع الاصلاحية والاقتصادية والاجتماعية المطلوبة. ويؤكد الزوار الاجانب، ان مشاركتهم في إعادة الاعمار، ان في بيروت او في الجنوب، لا يمكن ان تنجز او تتحقق في ظل استمرار نهج المحاصصة القديم الذي اتبع خلال الاعوام الماضية والذي افقد الثقة الدولية والعربية بلبنان. وفي هذا الإطار كشف مرجع ديبلوماسي عربي ان الدول العربية التي ستساهم في اعادة الاعمار والاستثمار في لبنان تترقب باهتمام بالغ تشكيل الحكومة الجديدة وبيانها الوزاري، ليبنى على الشيء مقتضاه. الا ان هذه المراجع اكدت وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني ومؤسساته، ودعم العهد الجديد. فلبنان يستحق من كافة الدول العربية مساعدته ومساندته بعدما دفع غاليا من ارواح ابنائه الشهداء، ومن تدمير للبنى التحتية ولنظامه الاقتصادي.
قصر بعبدا
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استقبل في قصر بعبدا وزير خارجية الكويت عبد الله علي اليحيا والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي السيد جاسم محمد البديوي مع وفد من الخارجية الكويتية ومجلس التعاون.
واكد على عمق العلاقات اللبنانية- الكويتية المتجذرة عبر التاريخ، معربا عن امله في ان يعود أبناء الكويت خصوصا ودول الخليج عموما لزيارة الربوع اللبنانية، مشدداً على ان وحدة الدول العربية هي الأساس لمواجهة التحديات الراهنة.
ولفت الى انه بعد تشكيل الحكومة سيتم التواصل مع دول الخليج لوضع أسس جديدة للتعاون عناوينها العريضة وردت في خطاب القسم الذي وضع قواعد بناء الدولة. في مستهل الاجتماع اعرب الوزير الكويتي عن سعادته لوجوده في لبنان ونقل تهاني امير دولة الكويت الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ صباح خالد الصباح ورئيس الوزراء الشيح احمد عبد الله الاحمد الصباح والشعب الكويتي بانتخاب الرئيس عون، لافتاً الى ان الزيارة هي زيارة دعم وتأييد والتزام بالوقوف الى جانب لبنان لتقديم كل العون اللازم في كل المجالات. وشدد على تفعيل اللجان المشتركة اللبنانية- الكويتية لمعالجة المواضيع المطروحة وفق الحاجات اللبنانية. وتحدث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي فقال :ان هذه الزيارة تأتي بعد الدورة الاستثنائية التي عقدها مجلس التعاون والذي ناقش فيها موضوعين، الأول الوضع في سوريا والثاني الملف اللبناني، مجددا التأكيد على ثوابت دول مجلس التعاون لجهة دعم لبنان وسيادته وعدم التدخل في شؤونه والتنسيق مع الدول الإقليمية والدولية لدعمه. واكد ان التوجه هو لمساعدة لبنان في ما خص مشاريع التنمية الاقتصادية بعد تحقيق الإصلاحات المنشودة، كاشفا عن توجه لإعداد برنامج خليجي للبنان بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية.
سلام
كما استقبل رئيس الحكومة المكلف نواف سلام في دارته في قريطم، وزير الخارجية الكويتية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والوفد المرافق لهما. وخلال الزيارة نقل الوزير الكويتي التهنئة للرئيس المكلف، مبديا «استعداد بلاده التام لدعم لبنان على كافة الصعد «، متمنياً «النجاح له في مهمته». كما تم البحث مع الامين العام لمجلس التعاون الخليجي على عقد منتدى استثماري خليجي – لبناني في بيروت خلال الأشهر المقبلة.
ميقاتي
كذلك، استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، اليحيا والبديوي والوفد المرافق.
كذلك، شارك في الاجتماع رئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر، وتم خلاله عرض العلاقات الثنائية بين لبنان والكويت وسبل تعزيزها وتطويرها في ضوء التطورات السياسية الراهنة في لبنان.
بري
بعدها انتقل الوفد الكويتي الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث كان في استقباله رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان ، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمرحلة الدقيقة التي تمر بها، وأهمية أن ينحو لبنان نحو مسار إستعادة دوره وإستقراره وإزدهاره. وكان اللقاء أيضاً مناسبة جرى خلالها التأكيد على ضرورة التزام إسرائيل بكامل بنود إتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وإنهاء إحتلالها بالكامل للأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، وقد ساد اللقاء تطابقاً في وجهات النظر لا سيما التمسك بإتفاق الطائف وتطبيق بنوده الإصلاحية.
بوحبيب
الى ذلك، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب وزير خارجية دولة الكويت يرافقه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والقائم بأعمال سفارة دولة الكويت في لبنان المستشار ياسين محمد الماجد والوفد المرافق، حيث عقدت خلوة ثلاثية في مكتب الوزير بو حبيب، بعدها انتقل الجميع إلى قاعة الاجتماعات وعقدوا جلسة محادثات موسعة بين الجانبين اللبناني والكويتي. ثم عقد مؤتمر صحافي فعدد البديوي لبعض النقاط عن الموقف الثابت والدائم لدول مجلس التعاون لوحدة واستقرار وأمن الجمهورية اللبنانية، وقال:
١- ترتبط دول مجلس التعاون ولبنان بعلاقات اخوية وتاريخية على كل الصعد ويحرص الجانبان على تعزيزها باستمرار.
2- يؤكد مجلس التعاون دائماً على موقفه الثابت بشأن دعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه .
3- يؤمن مجلس التعاون بضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة في لبنان لتجاوز الأزمة السياسية والاقتصادية.
4- يؤكد مجلس التعاون ضرورة تطبيق قرارات مجلس الامن بشأن لبنان خاصة القرار 1701 واتفاق الطائف لاستعادة الامن والاستقرار الدائم في لبنان وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسيّ وسيادته داخل حدوده المعترف بها دوليا وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية .
5- يؤكد مجلس التعاون دعم دور الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي في حفظ امن لبنان.
6- يجدد مجلس التعاون رفضه تحول لبنان إلى نقطة انطلاق للارهاب او تهريب المخدرات او تهديد امن المنطقة.
7- تجدد دول المجلس رفضها القاطع لاعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلية المتكررة على لبنان وندعو قوات الاحتلال الاسرائيلي إلى الانسحاب الفوري من كل الأراضي اللبنانية.
خروقات العدو تزداد استفزازاً.. ولا مؤشرات على استكمال الانسحاب الإسرائيلي يوم غد
توغّلات برية وقصف وتمشيط ونسف وإحراق منازل والجيش ينتشر في شيحين والجبين
الشرق – عند الرابعة من فجر الاثنين المقبل، تنتهي هدنة الستين يوماً التي أوقفت أعنف حرب اسرائيلية على حزب الله والاراضي اللبنانية على الاطلاق، وقد اعلنت إسرائيل «اننا لن ننسحب من جنوبي لبنان لأن الاتفاق لم يتم تنفيذه»، اما الامم المتحدة فأفادت ان لا مؤشرات ميدانية على أن القوات الإسرائيلية ستستكمل انسحابها من لبنان بحلول الأحد المقبل. المعطيات الميدانية تظهر أن إسرائيل تستعد للاحتفاظ بنقاط في القطاعين الاوسط والشرقي، واهالي القرى الحدودية التي لم تنسحب منها القوات الاسرائيلية بعد، يعدون العدة للعودة وقد حددوا في بيانات نقاط تجمع وانطلاق، وابلغوا مخابرات الجيش «انهم سيدخلون بالقوة الاحد حتى لو لم ينسحب جيش العدو». اما حزب الله فاصدر امس بيانا اعلن فيه «إن أي تجاوز لمهلة الـ 60 يوماً يُعتبر تجاوزاً فاضحاً للإتفاق وإمعاناً في التعدي على السيادة اللبنانية ودخول الاحتلال فصلاً جديداً يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال». فماذا بعد؟ فقد دخلت وحدات من الجيش اللبناني امس إلى بلدتي الجبين وشيحين في القطاع الغربي،وباشرت الوحدات بفتح الطرقات وإزالة الركام من الشوارع الرئيسية، وذلك بمؤازرة من قوات اليونيفيل. في المقابل، لم تتوقف الخروقات الاسرائيلية، حيث يستمر الجيش الاسرائيلي بعمليات النسف والتفجيرات في البلدات الحدودية وآخرها في بلدتي حولا وكفركلا، حيث نفذ عصر اليوم عمليتي نسف لما تبقى من منازل فيها، كما قامت مسيرة اسرائيلية بالقاء 3 قنابل مسمارية على حي العريض عند اطراف بلدة يحمر الشقيف، وافيد بان قوات الاحتلال قامت بإطلاق نيران اسلحتها الرشاشة على المنازل في بلدتي مارون ويارون في القطاع الاوسط، وسقطت قذيفتان مدفعيتان قرب مبنى المهنية في الخيام بقضاء مرجعيون، وذلك قبل تفجير الجيش لذخائر غير منفجرة بنصف ساعة.
وعمد الجيش الاسرائيلي إلى إحراق النادي الحسيني في بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، وسبق ذلك توغل دبابتي ميركافا عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس، تزامنا مع إطلاق رشقات رشاشة في المكان قبل أن تنسحبا باتجاه الجهة الجنوبية للبلدة، كما نفذ تفجيرا عنيفا جدا في بلدة رب ثلاثين. هذا، وتوغلت عند منتصف الليل، قوة إسرائيلية مؤللة داخل بلدة بني حيان وقامت بعملية تمشيط بالاسلحة الرشاشة، وسمعت اصوات الرصاص في المناطق المجاورة، قامت بعدها بإحراق عدد من المنازل. ولا تزال هذه القوة منتشرة داخل احياء البلدة حتى ساعات هذا الصباح، حيث تستكمل إحراق المنازل ومبنى بلدية بني حيان. وفي الإطار عينه، توغلت قوة إسرائيلية إلى بلدة القنطرة وعمدت إلى إحراق عدد من السيارات وتخريب مسجد البلدة،إلى ذلك، توغلت القوات الإسرائيلية فجراً إلى منطقة الزقاق عند أطرف بلدة عيترون حيث قامت بعمليات تجريف وحرق عدد من البيوت وما زالت تتمركز في المنطقة. ولاحظ أهالي وسكان القرى المحاذية للخط الأزرق، الدمار الكبير الذي تسبب به العدو بعد وقف إطلاق النار، حيث زادت نسبة الدمار في تلك القرى لاكثر من ستين في المئة مما كانت عليه قبل وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى عمليات تجريف الطرق والارصفة العامة والفرعية و الحقول والبساتين. من جهة اخرى، عثر فريق الهندسة لنزع الالغام في الجيش على لغم ارضي خلال عملية المسح التي يقوم بها في بلدة الناقورة، حيث عمل على تعطيله ونقله إلى مكان مخصص لتفجيره.
إلى ذلك، يواصل الجيش وفريق الهندسة عمليات مسح القرى والمناطق التي دخلها لتنظيفها من الذخائر والقنابل، التي خلفها العدو الاسرائيلي، خلال اعتداءاته على القرى الجنوبية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.