دعم الجيش هو دعم لوحدة لبنان

73

كتب عوني الكعكي:

بكل صراحة بقيت مؤسّسة الجيش خلال 50 عاماً بعيدة عن أي صراع بين الأفرقاء اللبنانيين، وعن أي طرف من الأطرف. وهي بقيت على الحياد… وهذا ما ينطبق أيضاً على مؤسّسة قوى الأمن الداخلي وباقي المؤسّسات الأمنية الأخرى، باستثناء ما حدث عندما عُيّـن قائد الجيش ميشال عون رئيساً للحكومة بعد تعثّر انتخاب رئيس جديد للبلاد عند انتهاء ولاية وعهد أمين الجميّل.

وللتاريخ أيضاً، نقول إنّ تعيين ميشال عون قائد الجيش، رئيساً للحكومة التي أنيط بها تهيئة الظروف لانتخاب رئيس جديد للبلاد كان نكاية بالسوريين، لأنّ الجميّل في اليوم الأخير لولايته زار دمشق طالباً التجديد له، وحين رُفض طلبه عاد من دمشق وعيّـن ميشال عون رئيساً لحكومة، مهمتها الوحيدة إجراء انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وبما أن طموح ميشال عون كان يومذاك الوصول الى رئاسة الجمهورية، حاول منع إجراء الانتخابات الرئاسية تمهيداً لتسلمه هو مقاليد الحكم في البلاد.

لذلك، ساهم عون بثلاثة حروب: مع «القوات اللبنانية» والسورية بدءاً بحرب التحرير الى حرب الإلغاء الى حرب تكسير رأس حافظ الأسد. يومذاك قُصِف باص طلاب مدرسة الساعة 7 صباحاً قرب الأونيسكو، فقتل عدد من التلاميذ، ما استدعى رداً وتحديداً على كامل المنطقة الشرقية. وفي اليوم الثاني كان ميشال عون يتفقّد مكتبه في وزارة الدفاع، فشاهد آثار القذائف التي أصابت مكتبه فجنّ جنونه وأطلق تصريحاً قال فيه: إنه سوف يكسر رأس حافظ الأسد. فلولا «ميشال عون» لظلّ الجيش حيادياً…

وبالفعل، عند انتخاب القائد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، عاد اللبنانيون بذاكرتهم الى أيام اللواء فؤاد شهاب الذي تميّز عهده بأنه أهم عهد مرّ في تاريخ أيام لبنان الجميلة، حيث أُطلق عليه «العهد الجميل»، لأنه عهد الاستقرار، وعهد الاطمئنان وعهد التطوّر.

على كل حال، ما أشبه اليوم بالأمس، إذ إن آمال اللبنانيين انتعشت اليوم، فكلها تراهن على نجاح العهد.

أما بالنسبة للزيارات التي يقوم بها رئيس الجمهورية الى البلاد العربية، والتي تهدف الى عودة لبنان الى محيطه العربي، لا بل جعل العلاقات ممتازة مع العرب.

استوقفتني زيارة قطر حيث أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وقوف قطر الى جانب لبنان… كما أكد على دعم الجيش اللبناني. أما الحقيقة التي يجب على «العالم» وعلى اللبنانيين معرفتها، هي أنه لولا تلك المساعدة لما بقي الجيش صامداً أمام كل الظروف الصعبة.

أما بالنسبة للمهمات التي يقوم بها الجيش في هذه الأيام، بالأخص بعد الحرب القذرة التي يمارسها جيش العدو الإسرائيلي على لبنان واللبنانيين، فإنها رسالة إيمان بلبنان وشعبه.

ولا شك أن هذه المهمة الجديدة حسّاسة جداً، فأنظار «العالم» تتطلّع الى مواقف الجيش وما يقوم به.

شكراً قطر، وشكراً للجيش اللبناني الباسل.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.