خسائر إسرائيل في حرب غزّة بالمليارات

15

كتب عوني الكعكي:

نشرت SKYnews عربية تقريراً وردها من إسرائيل يفضح ما تكبدته الدولة العبرية من خسائر جرّاء عدوانها على قطاع غزة، إثر عملية «طوفان الأقصى» التي أدهشت العالم وفاجأت المراقبين بدقتها وسرعة تنفيذها ونجاح تخطيطها.

وإضافة الى ما أوردته SKYnews، أذكّر بمقابلة لم تحظَ بالاهتمام، أجراها إيليوت كوفمان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في صحيفة «وول ستريت جورنال»، يعترف بها نتنياهو عن الأثمان الباهظة التي دفعتها إسرائيل خلال عدوانها على غزة، والتي أصابت – حسب معلومات إسرائيلية – بعضاً من أكثر البقع حساسية في مشروعها، كدولة تطمح للمّ شمل يهود العالم، إذ بلغ عدد اليهود الذين غادروا إسرائيل منذ بدء الحرب الأخيرة 600 ألف حسب سلطة الإسكان والهجرة في وزارة الداخلية الإسرائيلية.

إنّ هذا الاعتراف يُضاف الى ما ذكرته SKYnews من خسائر أفصحت عنها كما يلي:

اعترفت الدولة العبرية بحجم الخسائر الفادحة التي تكبّدتها جرّاء حرب غزة، وهنا التفاصيل:

– 67 مليار دولار خسائر إجمالية.

– 34 مليار دولار خسائر عسكرية مباشرة.

– 40 مليار دولار قيمة العجز في الميزانية، وهو العجز الأكبر في تاريخ «إسرائيل».

– 60 ألف شركة أغلقت أبوابها في العام الماضي، بينها 70 شركة في قطاع البناء وحده.

– انخفض عدد السوّاح بنسبة 70 %، وبلغت خسائر السياحة 5 مليارات دولار.

– 4 مليارات دولار خسائر في قطاع البناء وحده.

– 30 % من الإسرائيليين باتوا تحت خط الفقر.

– ربع عدد سكان إسرائيل كانوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

لقد تخلصت إسرائيل من تكبّد مزيد من الخسائر خلال وقف إطلاق النار في غزة بضغط من ترامب، ونجت من دفع أثمانٍ باهظة وكلفة غالية.

إننا ونحن ننشر هذا التقرير اليوم نرد على الكثيرين الذين كانوا ينتقدون «البطل» الشهيد يحيى السنوار على تخطيطه وتنفيذه لعملية «طوفان الأقصى». كما أن المقدمة التي تتحدث عن خسائر إسرائيل المالية لا تذكر أيضاً خسائر من نوع آخر، أهمها الأزمة المالية والاقتصادية التي عاشتها الدولة العبرية ولا تزال حتى يومنا هذا وتدهور قيمة الشيكل. ولا شك بأنّ عملية «طوفان الأقصى» قسّمت العالم الى قسمين: قسم تعبّر عنه الشعوب… وهذا يعني أن الحكومات في العالم هي ضد الشعب الفلسطيني.. أما الشعوب فكانت مع الشعب الفلسطيني، وهذا وحده أكبر إنجاز في تاريخ القضية الفلسطينية بعد 75 سنة من الاحتلال الإسرائيلي.

وهنا، يكفي ما حصل في الجامعات الأميركية في كل أنحاء أميركا، إذ لم تبقَ جامعة واحدة إلاّ والتحقت بالتظاهرات تأييداً للشعب الفلسطيني.

أما بالنسبة لإحياء القضية الفلسطينية، فبعد أن كانت القضية «على الرف» مهمّشة، لا بل كانت منتهية بالنسبة لإسرائيل كما للعرب أيضاً الذين ذهبوا لتوقيع اتفاقات السلام مع العدو الإسرائيلي، والبعض الآخر ذهب الى حدّ الاعتراف والتطبيع أيضاً.

عملية «طوفان الأقصى» أعادت الحياة الى القضية لتصبح قضية شعب لا يزال يُطالب بحقوقه بإقامة دولته الحرّة المستقلة، وأنه وبالرغم من مرور الزمن لا تزال هذه القضية قضية العرب الأولى والكبرى رغم كل العراقيل التي وُضعت في طريق حلها.

كل هذا يؤشر على إنهاك دولة «إسرائيل» الغاصبة، ولا يسعني في نهاية هذا الطرح، إلاّ أن أشير الى بيانات مركز المعلومات والمعرفة التابع للكنيست، والتي تعترف بأنّ عدد السكان الذين تمّ إجلاؤهم من منازلهم وبلداتهم في الجنوب والشمال بسبب الحرب بلغ خلال العام 2024 فقط حوالى 143 ألف نسمة. كما تشير البيانات الرسمية. الى أن 68 ألفاً و500 من هؤلاء المصنفين «نازحين»، عاشوا معاناة، أكدوا بعدها على نيّتهم ترك «إسرائيل».

إلى ذلك، نضيف الى النزف البشري غير المسبوق في تاريخ إسرائيل، خسارة مماثلة في الآلة الإسرائيلية الحربية وفقدان عدد كبير من الدبابات والمروحيات.

أوبَعْدَ ذلك كله، يتساءل المراقبون: لماذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة؟

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.