حل سلاح حزب الله في إيران وليس في لبنان
كتب عوني الكعكي:
لا نذيع سرّاً، أنّ حزب الله يُـموّل بالسلاح وبالأموال من الجمهورية الإسلامية في إيران. وكي نكون أكثر دقة، منذ عام 1983 خصّصت إيران ملياري دولار للحزب: منها مليار للرواتب والمصاريف والأكل والشرب والنقليات، ومليار للسلاح. هذا ما كان يردّده شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله الأمين العام للحزب، بالحرف الواحد، قائلاً: «إنّ سلاحنا وأموالنا ورواتبنا وأكلنا وشربنا وجميع مصاريفنا تأتي من الجمهورية الإسلامية مباشرة».
وفي الحقيقة، كانت سوريا المعبر الأول والأهم للحزب مالياً وعسكرياً.
هذه كانت الحال أيام الرئيس حافظ الأسد، حيث كانت سوريا هي التي تتحكم بالعلاقة مع إيران…
ولكن بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد، وتسلم الرئيس الهارب، انتقل القرار الى لبنان وتحديداً الى حزب الله، والجميع يتذكر الصورة التي يظهر فيها السيّد نصرالله والرئيس بشار ورئيس إيران محمود أحمدي نجاد. طبعاً، لو كان الأب موجوداً فلا يمكن لهذه الصورة أن تظهر، لأنّ الأب كان صاحب القرار وهو الذي يلعب بـ «إيران والحزب» وليس العكس.
بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد وتسلم بشار تغيّرت الأمور، وأصبح قرار الحزب في يد الحزب، أي نصرالله بالتعاون مع اللواء قاسم سليماني.. وبقيت الحال حتى اغتيال الشهيد رفيق الحريري، حيث أصبح قرار الحزب يأتي من إيران مباشرة، وبقينا منذ عام 2005 تحت حكم الحزب بأوامر تُعطى من إيران.
من ناحية ثانية، هناك مثل فرنسي يقول: الذي يعطي هو الذي يأمر –Qui Donne ordonne-.
بصراحة، أصبح القرار في الحزب يُتخذ في إيران.. وللتذكير فإنّ من جملة أخطاء الحزب، حرب 2006، التي يدّعي الحزب أنها انتصار إلهي رغم خسارة 7000 مقاتل وجندي ومواطن لبناني واحتلال قسم من جنوب لبنان، وتدمير لبنان على صعيد الكهرباء والجسور والطرقات والبنى التحتيّة والبيوت في منطقة الضاحية، كل هذا كلف 15 مليار دولار، والسيّد يقول: إنّ هذا هو النصر الإلهي. من ناحية ثانية يقول: «لو كنت أعلم».
لم يكتفِ الحزب بتوريط لبنان بالحرب مع إسرائيل، بالرغم من الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 بعد احتلال دام 17 عاماً، أدخلنا السيّد تحت شعار «استعادة أسرانا» في حرب كلفتنا 700 مقاتل و15 مليار دولار خسائر مادية.
ليت الموضوع توقف عند هذا الحد بل، ما لبث أن اندلعت حرب «طوفان الأقصى»، واستطاع أبطال غزة أن يقتلوا 379 عنصراً من عدة فئات من جيش العدو خلال ساعتين، وقتل 868 مدني إضافة للأسرى.
على كل حال، يمكن أن نقبل مع السيّد مساندته لغزة، ولكن ما هو غير مقبول أنّ أميركا، من خلال مبعوثها أموس هوكستين، عرضت على السيّد إحدى عشرة مناسبة أو فرصة حلولاً للمشكلة لقاء عدم تهديد شمال فلسطين المحتلة، تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان ويستعيد لبنان 13 نقطة مختلف عليها بين إسرائيل ولبنان، مع إعادة النظر بالنسبة للاتفاق البحري بين لبنان وإسرائيل.
وتقوم أميركا بمساعٍ حميدة على حل المشاكل بين لبنان وإسرائيل، حيث تصرّ إسرائيل على تسليم سلاح حزب الله للجيش اللبناني.
نحن نعلم والعالم كله يعلم أنّ الحل الوحيد لسلاح حزب الله في لبنان ليس «الشرعية اللبنانية» ولا «الجيش اللبناني»، لأنه وبكل بساطة بيد إيران، وهناك اختلاف بالرأي بين فريقين: فريق متمسّك بالسلاح وفريق يرفض السلاح.
لذلك، علينا أن ننتظر شهرين، وهي المدّة التي أعطاها الرئيس ترامب لحلّ مشكلة المفاعل النووي الإيراني.
بكل صراحة، الحلّ في إيران وليس في لبنان…
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.