حديث رمضان_ رمضان شهر التسامح والتصالح والفرح والتوبة والمغفرة

0

القاضي الدكتور فوزي أدهم

“هل أن شهر رمضان هو شهر الإمتناع عن الطعام والشراب؟ الحقيقة هي أن هذا الشهر هو شهر عبادة حقيقية، وما الإمتناع عن الطعام والشراب إلا وسيلة لإختبار مدى إرادة الصائم وتفوقه على نفسه من خلال الصيام والقيام والتزام سلوك المؤمنين.

هذا هو رمضان، إنه إمتحان رباني لإرادة المؤمن، ومدى مقدرته على الطاعة في هذا الشهر”.

إن أروع ما يمكن أن يقال في هذا الشهر العظيم، شهر رمضان أنه شهر مبارك يشعر فيه المسلم بالسعادة والبركة وراحة البال.

إن المسلم ينتظر هذا الشهر في كل سنة حيث يشعر بالفرح وينوي التصالح مع نفسه ومع الآخرين، فيتصالح أولاً مع ذاته ويبدأ بمحاسبة نفسه عما اقترفه من ذنوب، فشهر رمضان هو شهر المصالحة والمصافحة، المصالحة مع النفس والمصافحة مع الآخرين.

إنه شهر المصالحة مع النفس، بل هو شهر وداع الأحزان والهموم والتحليق في سماء العفو والغفران والتسامح.

أيها المسلم، أدعوك لمراقبة وجهك خلال فترة الصيام، لا شك عندي أن وجهك سوف يزداد تألقاً ونوراً وسروراً ولسانك سوف ينطق بالفرح والتهاني ترحيباً بهذا الشهر الفضيل هذا الضيف الذي يحضر مرة كل عام.

إن رمضان هو شهر الخير والبركة وهو أجمل الأشهر الهجرية عند المسلمين وذلك لما ينطوي عليه من الأجر الكبير لأن الصيام هو إمتحان لمقدار الإرادة عند المسلم، فالصائم ذو إرادة لا حدود لها، فهو لا يمتنع فقط عن تناول الطعام والشراب إنما يمتننع عن الغيبة والنميمة ويحجب نظره عن كل المحارم، فالصيام فريضة من شأنها توسيع صدر الصائم وتقوية إرادته وإزالة أسباب الهموم عن نفسه ورفع مستواه إلى أعلى الدرجات، حيث يكبر الصائم في نظر نفسه وفي نظر عائلته وفي نظر الآخرين، ويصغر كل شيء في نظره ويصبح إنساناً آخر في هذا الشهر الكريم لأن الصيام يشكل حالة من النقاء والسمو الروحي لا يرقى إليها إلا من بلغ مرحلة التأمل في أسباب كتابة الله عزّ وجلّ لهذه الفريضة على المسلمين والغاية من وراء فريضة الصيام.

إن فريضة شهر رمضان تشكل التحدي الأكبر والإمتحان الحقيقي لإرادة المسلم في الصيام والقيام وفعل الخير ونقاء النفس مما يشوبها من أخطاء.

إن الصيام في هذا الشهر الكريم دعوة إلى إغلاق أبواب الأحقاد وفتح أبواب الرجعة والعودة إلى رحاب الإسلام، كما هي دعوة إلى فعل الخير ورحمة من حولنا سواء من كان قريباً أو بعيداً عنا، ويجب المباشرة في زرع المساحات البيضاء حولنا، والإبتعاد عن المساحات ذات اللون الأسود، والحرص على تقوى الله والبناء لرمضان بناءً ذا أثر يستمر بعد رمضان إلى نهاية عمرنا. فالعمر قصير مهما طال ولا بدّ من الحيطة والحذر بالتقوى والعبادة.

اللهم بارك لنا في شهر رمضان واجعله شهر التوبة والغفران والتسامح والمحبة والبعد عن الأحقاد. اللهم بلّغ قارئ هذه الرسالة رمضان واغسل قلبه بماء اليقين واثلج صدره بسكينة الإيمان.

أيها المسلم إذا لم تبادر إلى صيام النهار وقيام الليل وأنت قادر على الصيام والقيام فاعلم أنك قد حرمت من العفو والغفران وأنك أصبحت مكبلاً بالخطايا والذنوب أقول: للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه. فمن لم تصبه رحمة الله في رمضان، فمتى تصيبه إذ إن هذا الشهر هو إمتحان للإيمان. رمضان ها قد جئت إلينا تحنو ببركاتك علينا، فأهلاً بك ومرحباً.

رمضان، الثواب فيك دائم، نحن نصوم كي نفوز بالجنة إن شاء الله. ولهذا فإني أدعوك إلى الفوز بالجنة.

إن شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري وهو شهر مميز عند المسلمين حيث أنزل فيه القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر وهي إحدى الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان.

إن شهر رمضان هو شهر ذو أهمية في التقويم الإسلامي وفي معظم الدول الإسلامية، حيث يعتبر شهر الخير والتقوى والإحسان.

إن من أفضال شهر رمضان أنه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، فهو شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب وهو شهر الصبر وشهر الدعاء والعمرة في شهر رمضان تعادل أداء فريضة الحج.

لذلك يحسن الإكثار من الإنفاق والبذل في شهر رمضان. فمن حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل أمكنة أفضل من غيرها من الأمكنة وأزمنة أفضل من غيرها من الأزمنة، فكان من الأزمنة شهر رمضان وهو أفضل الشهور، فقد إختصه الله سبحانه وتعالى بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، ففيه أنزل القرآن الكريم، قال تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان” (البقرة، آية 185) وهو الشهر الذي فرض الله سبحانه وتعالى صيامه، فقال: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (البقرة آية 183) وحريّ بالمسلم أن يعرف حقوق هذا الشهر ويقدرها حق قدرها، وأن يغتنم أيام هذا الشهر، عسى أن يفوز برضوان الله، فيغفر له ذنوبه وييسّر له أموره، ويكتب له السعادة في الدنيا والآخرة، لذلك فإني أدعو المسلمين إلى التعرف على خصائص رمضان وميزاته، فمن خصائص ومميزات شهر رمضان ما يلي:

تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار.

إنه شهر التوبة والمغفرة.

إنه شهر الصبر.

إنه شهر الدعاء.

إنه شهر البذل والإنفاق والعطاء.

في هذا الشهر الليلة خير من ألف شهر.

إن الصوم يكبح جماح النفس ويهذبها.

يشفع الصوم للصائم يوم القيامة.

ومن أفضل الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها المسلم لله تعالى إفطار الصائم وهذا من المشروعات المنتشرة في الآونة الأخيرة وذلك لكثرة الحاجة والمحتاجين، وقد أـخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن أشبع صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة”.

إن التبرع في شهر رمضان من الأعمال العظيمة التي يمكن أن تحظى المسلم بفرصة القيام بها، الأمر الذي يكون سبباً في سعادة غيره من المسلمين وتفريج كروبهم، والتبرع من أجلهم خلال هذا الشهر المبارك.

ومن أفضل الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها المسلم لله تعالى إفطار صائم أو أكثر من الصائمين.

وإلى جانب التبرع، هناك الصدقة في رمضان، فهي بمثابة التبرع للمحتاجين ولهذا فإنها تدخل في إطار أعمال التبرع في شهر رمضان، وفضلها عظيم، إلا أننا نجد أيضاً الصدقة المفروضة في شهر رمضان ألا وهي زكاة الفطر إضافة إلى قيام المسلمين بتوزيع فريضة الزكاة على المحتاجين بواسطة مؤسسات دار الفتوى وغيرها من المؤسسات الإسلامية.

أخيراً، أطرح السؤال التالي: ما هو المغذى من فرض الله عزّ وجل لصيام رمضان. لقد فرض المولى عزّ وجلّ شهر رمضان لحكمة عظيمة، ألا وهي تقوى الله عزّ وجلّ، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”.(البقرة، آية 183)

اللهم إجعلنا ممن يقوم رمضان ويصومه إيماناً وإحتساباً.

اللهم إجعل شهر رمضان شهر عز الإسلام والمسلمين.

اللهم إجعل صيامنا في رمضان صيام الصائمين وقيامنا قيام القائمين.

اللهم نبهنا فيه عن نوم الغافلين، واعف عنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إجعلنا في رمضان من المستغفرين التائبين

والحمد لله رب العالمين.

القاضي الدكتور فوزي أدهم

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.