حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – الرد الإيراني… الأعزب يحلف بالطلاق

86

العونية، قبل أن تكون حزباً، وبعد أن أصبحت جبراناً، يوسوس في صدور الناس… وهي تدور ما بين كان ويكون.

كان «الجنرال» قائداً للجيش الوطني، وعندما قرر أن يخوض حربي التحرير والإلغاء، حوّل الجيش إلى ميليشيا تقاتل ميلشيات.

وفي المنفى الفرنسي كان عدواً شرساً لسوريا، قبل أن يقع في حب بشار الأسد.

وفي العودة إلى ساحة الشهداء شبك يده، الملوثة بدماء حرب الإلغاء، بيد سمير جعجع… ويا دار ما دخلك شر.

وعندما حسب حساباته، خاف من غدر الشعبية الكاسحة، التي غدرت به في 13 تشرين عام 1990، ورأى أنه أضعف الطامحين الموارنة إلى رئاسة الجمهورية، فغادر منصة 14 آذار… وفجأة رأيناه يتلو الندامة على هجاءات قالها في حزب الله، لم يهجُ جرير الفرزدق بمثلها.

وما أن غفر الحزب للجنرال ماضيه، حتى اجتمع الجمعان في كنيسة مار مخايل، ووقعا تفاهماً في 6 شباط 2006.

وهنا نذكّر جبران باسيل، الذي يتذكر ما يريد، وينسى ما لا يريد، بأن عدواناً اسرائيلياً وقع على حزب الله في 12 تموز 2006، أي بعد مرور خمسة شهور وستة أيام، على اتفاق المختلفين.

يومها كان العدوان اعتداءً مباشراً على التيار الوطني الحر، ويومها أيضاً كاد جبران باسيل أن يحول البترون إلى جبهة مشاغلة وإسناد.

ترى ماذا جرى حتى تتبدل «ثوابت» رئيس تيار «المبادئ الثابتة»؟.

أفهمونا كيف يتحول التيار الوطني، في حرب تموز 2006 إلى ذراع لحزب الله؟… وكيف يتحول حزب الله إلى ذراع إيرانية في حرب تشرين 2023؟.

لا جواب غير أن لكل ظرف عوني كان… ولكل زمان باسيلي كان مخالفة.

… وبذلك يستحيل اللحاق بالكذاب إلى باب الدار، فلدار «ميرنا شالوحي» ألف باب وباب.

ولأن للبنان علينا حقاً، فهذا لا يعني أن هناك صوتاً يعلو على صوت غزة.

لا شك أن وقف إطلاق النار ورطة مشتركة بين حماس وحكومة نتنياهوالمتطرفة.

تتنازل هذه فترفض تلك… وتتنازل تلك فترفض هذه.

فوقف إطلاق النار، يجعل حماس تقف معه على أطلال غزة… فإذا عاد حكمها، فستحكم ركاماً وشعباً جائعاً، الثري منه يملك خيمة وكرتونة مساعدات.

ووقف إطلاق النار إسرائيلياً، يعني انتخابات مبكرة، تضع أحزاب التطرف في ذيل الأقلية في الكنيست، بعد أن أذلها طوفان الأقصى، وطردتها همجيتها من قائمة حقوق الإنسان وقد قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ودمرت مئات الآلاف من منازلهم.

وإسرائيل التي «عنترت» في غزة وخان يونس، لأنها لم تجد من يردها، تستبيح يومياً جنوب لبنان، وتتنزه قاذفاتها فوق أهداف سورية وإيرانية، كأنها صياد يطارد مجموعة من الأرانب.

إسرائيل هذه قامت بمغامرة حمقاء عندما قصفت قنصلية إيران في دمشق.

ظنت أنها تجر طهران إلى الرد.

لكن طهران أدهى من أن تقع في فخ الحرب المباشرة… فهي عندما تهدد بالعقاب، تكون كالأعزب الذي يحلف بالطلاق.

لماذا تفعل، وهي التي خبأت طويلاً ذراعها الأبيض ليومها الأسود هذا.

هذا يعني أن حزب الله هو الرد الثمين… وأن لبنان هو الثمن.

فهل نقول ما قالته أسطورة شمشون: عليّ وعلى أعدائي يا رب… ولتحيا إيران حرة مستقرة.

وليد الحسيني

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.