حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – أيامنا السوداء و«القرش الأبيض»

38

أيامنا السوداء حالكة السواد… وما خبأنا لها «القروش البيض»، كما نصحنا القدماء.

لا كارثة لم نحطها برعاية الإهمال، ونغذيها بتصريحات اصطياد الشعبية، ولو في مياه عكّرها الإفلاس الأخلاقي والوطني.

أما وقد حلّت الأيام السوداء، في بلاد عامرة في الكوارث، فما هو الحل؟.

سياسياً،

لم يزل البحث جار عن مواصفات الرئيس، وكأن الرئيس هو «القرش الأبيض»، الذي سيطلق سلحفاة الإنقاذ… وكأنه، لن يكون، كما كان ميشال عون سببباً في اغتيال لبنان وخرابه.

سنة ونصف من البحث «التطوعي».

لجنة خماسية دولية، كتلة اعتدال نيابية، كتلة جنبلاطية… وختامها كتلة باسيلية.

أبحاث ومشاروات مضنية… وأفكار مكررة.

لا بد أن يكون ممن تمتد جسوره إلى جهات العالم الأربع. بحيث إذا استعان بالفرنسي أعانه. وإذا تحدث إلى الأميركي أصغى له. وإذا لجأ إلى الروسي لبّاه. وإذا طلب من السعودي أعطاه. وإذا سأل الإماراتي أجاب واستجاب. وإذا استعطى القطري أغرقه بالعطايا. وإذا أمر إيران بعدم التدخل لا يتدخل حزب الله ويأمره بعدم التدخل.

ترى من في لبنان يحظى بكل هذه المواصفات، ليفوز بلقب «القرش الأبيض»؟.

ترى من يمكن أن يكون؟.

ميشال عون؟.

جربناه وخسرنا لبنان.

جبران باسيل؟.

يشتري التفاهمات ويبيع الحلفاء.

سمير جعجع؟.

يعترف أن كلمته إذا سمعت في السعودية، فلن تجد من يستمع إليها في البيت الأبيض… ولا حتى في بيت الكتائب.

سامي الجميل؟.

مشروع «بدري عليك».

سليمان فرنجية؟.

يملك وفاء يمنعه من السير على طريق غير طريق الشام، مروراً بالضاحية.

الفراغ؟.

هو الحي الباقي الوحيد… رغم أن مواصفاته تتماشى مع مواصفات «كتلة دفن الدستور النيابية».

ننتقل إلى الكوارث الإقتصادية.

بعد أن أتمت الدولة مراسم دفن العملة الوطنية بقرار دولرة الاقتصاد، تطل أكاذيب غير قابلة للتكذيب… من نوع ارتفاع معدل النمو… وخطط التعافي، التي تشبه تماماً طمأنة فقراء الجوع بأن مطاعم البلد تزخر بأشهى المأكولات وأفخر الأطباق!.

وآخر الكوارث، إذا وقعت، ستكون الأكثر كارثية… فالمنافسة حادة بين العدو الإسرائيلي ولبنان. فأيهما سينتقل إلى العصر الحجري… وأيهما سيصل إلى عصر «ما قبل آدم وحواء»؟.

العصران متاحان… فلننطلق.

وليد الحسيني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.