فجأة وبشكل دراماتيكي تدحرجت الاوضاع الامنية بين اسرائيل وحزب الله. تل ابيب اعلنت عن احباط محاولة من الحزب لاغتيال رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي من خلال عبوة ناسفة، فجاء الرد اسرع من المتوقع بعملية «غريبة» شكلت الاختراق الامني الاوسع على الاطلاق لحزب الله وتمثلت بسلسلة انفجارات استهدفت مئات العناصر من حزب الله في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع عبر تفجير اجهزة اللاسلكي التي يحملونها PAGER من خلال بطاريات الليتيوم التي تحويها.
التطوران الخطيران، قد يدفعان الاوضاع في اتجاه المزيد من التصعيد الميداني في وقت تهدد اسرائيل بالحرب الشاملة، فيما تسعى واشنطن عبر موفديها الى المنطقة، وزير الخارجية انتوني بلينكن في مصر ومبعوثها اموس هوكشتاين في تل ابيب لكبح جماحها، من دون نتيجة ما دامت تصر على الخيار العسكري، وتمعن في استفزاز الحزب، لا سيما بعد عملية امس.
وفيما لم تتبن اسرائيل عملية تفجير اجهزة حزب الله، استنفرت الحكومة المجتمعة في جلسة لاقرار الموازنة بعدما تبلغت النبأ الخطير وغادر وزير الصحة الجلسة واوعز الى المستشفيات كافة استقبال المصابين.
وقد أفيد عن سقوط عدد من الإصابات في حدث أمنيّ غير واضح المعالم في الضاحية الجنوبية. واشارت معلومات اولية الى ان «العدو الاسرائيلي فجر بواسطة تقنية عالية نظام الـ pagers المحمول باليد لعناصر من المقاومة في أكثر من مكان في الضاحية». وافاد مصدر لبناني عن إصابة عشرات العناصر في حزب الله جراء انفجار أجهزة اتصال بعدة مناطق في لبنان.
بري وبوحبيب
في الاثناء، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب وبحث معه التطورات السياسية والميدانية وقال بوحبيب بعد اللقاء: «بحثت اليوم مع دولة الرئيس نبيه بري التصعيد الإسرائيلي والتهديدات والتسريبات الإسرائيلية الأخيرة حول نية إسرائيل القيام بعملية عسكرية واسعة على لبنان وقد توافقنا بأن هذه التصريحات والتهديدات لا تفيد أجواء التهدئة وخفض التصعيد التي نعمل عليها ، كما أنها تزيد الأمور تعقيداَ لجهة إمكانية عودة المهجرين والنازحين على جانبي الحدود الى قراهم». وختم بوحبيب: «يبقى الطريق الأفضل لتحقيق العودة وإعادة الهدوء والإستقرار الى الجنوب هي من خلال تطبيق القرار 1701 والمساعي الديبلوماسية التي تقوم بها بعض الدول».
لازاريني
ليس بعيدا، جال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني على المسؤولين اللبنانيين عارضاً لواقع الوكالة الاممية والتحديات المالية التي تواجهها. وقال «يجب أن نكون متحضرين للأسوأ مع أننا كلنا أمل أن لا يحصل هذا الأسوء، الوضع بالفعل مثير للقلق، الاونروا تواجه هجمات دائمة وهناك دعوات لتفكيكها وهناك ضغوط تمارس من قبل الكنيست الإسرائيلي بهذا الإتجاه ويكاد لا يمر يوم من دون أن تستهدف منشآت الأنروا أو موظفيها».
تعليم السوريين
في الغضون، تفاعل قرار وزارة التربية حول الطلاب السوريين على الارض اليوم، حيث نظم حزبا الكتائب والقوات تحركا مشتركا مطالبا بالتراجع عن هذا القرار. وفي السياق، كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس»، التالي: إن قرار مجلس الوزراء الأخير 63/ 2024 والمتعلِّق بقبول الطلاب السوريين في المعاهد والمدارس الرسمية، الفنية والتقنية، وبغض النظر عن أوضاعهم القانونية، لا يدعو جميع الطلاب السوريين الموجودين على الاراضي اللبنانية حصرا للتسجيل في هذه المعاهد والمدارس، إنما يدعو أيضا الطلاب السوريين الموجودين في سوريا والأردن وتركيا وفي أي مكان آخر في العالم إلى التسجيل في المعاهد الرسمية والتقنية اللبنانية، في قرار ينتهك القوانين كلها والسيادة ويشكل خطرا ما بعده خطر على الهوية اللبنانية. إنها نكتة العصر أو فضيحة العصر، وللحديث تتمة….. بدوره التقى وفد من التيار الوطني وزير التربية مطالبا اياه بالتراجع عن القرار.
المقال التالي