حجم هجوم إسرائيل على إيران لا يتعدى “هدف” في كرة القدم

بايدن لوقف تبادل الضربات وخامنئي يحذر من الاستهانة والتقليل منه

11

نفذ سلاح الجو الإسرائيلي، السبت، هجوما على مواقع عسكرية إيرانية بأكثر من “مئة مقاتلة” وفق روايته، وقد يكون انطلاقا من الأجواء العراقية المتاخمة لإيران وبصواريخ كروز وقنابل انزلاقية بعيدة المدى تجنبا لأنظمة الدفاع الجوي لهذا البلد. وتحدثت ”اسوشيتدس برس” عن إلحاق الضرر بقاعدتين سريتين احداها قاعدة بارش حيث يعتقد انه اجريت تجارب شديدة الانفجار، وقاعدة اخرى مرتبطة بالصواريخ الباليستية وكليهما شرق طهران.

ونفذت إسرائيل الهجوم في إطار ما تعتبره الرد على الهجوم الذي تعرضت له أول  تشرين الأول الجاري بأكثر من مئتي صاروخ باليستي وفرط صوتي ومجنح إيراني. ومنذ بدء الحديث عن الرد المضاد، كان من أكبر التساؤلات هو طريقة الرد الإسرائيلي بحكم المسافة الجغرافية البعيدة وكذلك ضرورة خرق أجواء عدد من الدول للوصول الى إيران.

وتفيد إسرائيل بأن أكثر من مئة مقاتلة شاركت في الهجوم، لكن هذا لا يعني أنها كلها شاركت مباشرة في قصف أهداف إيرانية، لاسيما وأن كل المعطيات تؤكد أنه كان هجوما باهتا ومحدودا لحفظ ماء الوجه أكثر منه للإضرار بإيران ودون مستوى التهديد الصادر مسبقا عن وزير الدفاع غالانت يوم 9  تشرين الأول الجاري، بأن “الرد سيكون مفاجئا وفتاكا”.

ويبقى الراجح أن مقاتلات إف 35 هي التي تولت تنفيذ الهجمات بينما انحصر دور باقي المقاتلات، وهي إف 15 وإف 16، في تدمير بعض مضادات الطيران السورية والعراقية، التي قد تشكل خطرا على إف 35، وكذلك متابعة واصطياد الطائرات المسيرة العراقية والإيرانية في حالة استهدافها الكيان. وهذا يفسر لماذا بقيت المقاتلات الإسرائيلية في أجواء سوريا والعراق وكذلك الكيان استعدادا لمواجهة هجوم إيراني مضاد أو من “حزب الله” والحوثيين.

وإذا كانت إسرائيل قد أبلغت إيران مسبقا بالهجوم للتقليل من الخسائر، وفق جريدة أكسيوس، وتفادي ضرب مقرات الحرس الثوري لدفع إيران الى عدم الرد، تكون تل أبيب قد أرسلت رسالة التهدئة الى طهران وأنها كانت تبحث فقط عما يسمى في كرة القدم بـ “هدف الشرف” عندما يكون الفريق خاسرا بأكثر من خمسة أهداف.

وفي أول رد فعل على الضربات، قال  المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الأحد  في منشور على منصة “إكس” إنه “لا ينبغي تضخيم شر الكيان الصهيوني في عدوانه على إيران ولا التقليل منه”، معتبرا أن إسرائيل “أخطأت في الحسابات”.

وفي منشوره أعلن خامنئي أن “الكيان الصهيوني أخطأ في الحسابات ويجب تفهيمه قوة وإرادة وإبداع الشباب والشعب الإيراني”.

وتابع أن “المسؤولين سيقررون كيفية تفهيم الكيان الصهيوني إرادة الشعب الإيراني ويجب القيام بما يضمن مصلحة إيران وشعبها”.

وبعد يوم واحد  إيران، عقد البرلمان الإيراني الأحد، اجتماعا مغلقا لبحث الرد. وترأس المداولات رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) محمد باقر قاليباف، وهو جنرال سابق في الحرس الثوري الإسلامي، بحسب ما ورد في تقارير إعلامية إيرانية. ولاحقا، طلبت ايران انعقاد مجلس الامن لبحث الضربات الاسرائيلية ضدها، وأيدت الجزائر والصين وروسيا طلبها.

وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، السبت، تعليقا على الضربات  إن تل أبيب اختارت أهدافها في إيران استنادا إلى مصالحها الوطنية وليس وفقا لما أملته واشنطن.

والسبت، صرح الرئيس الأميركي جو بايدن، بأنه يأمل أن تكون هذه الضربات هي “النهاية”. وقال “كنت مع أجهزة الاستخبارات (…) يقولون إن (الإسرائيليين) لم يضربوا سوى أهداف عسكرية”.

بدوره، أشاد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، السبت، بالولايات المتحدة ووصفها بأنها “حليف حقيقي” عندما يتعلق الأمر بالتعاون المتبادل.

وتداولَ إعلام عبري مشهدًا لوزير الدفاع يوآف غالانت وهو يتابع، من مقرّ غرفة العمليات، مجريات الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث ظهرت على شاشة عرض أمامه صورة لحريق كان يحاول تصويره على أنه ناجم عن الهجوم. لكن بدلًا من أن ينقل هذا المشهد للداخل الإسرائيلي الرسالة المرغوبة، وهي “نجاعة” الهجوم، أثار موجة من السخرية من القيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل؛ بعدما تبيّن أن الصورة المعروضة قديمة، وتعود لحريق اندلع في طهران عام 2021.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.